للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الرعد [١٣: ٢٤]

{سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}:

{سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ}: الباء: يمكن أن تكون باء السّببية، أو البدلية؛ أي: بسبب صبركم في الدّنيا، أو بدل صبركم في الدّنيا، وجاء الصّبر بصيغة الماضي؛ أي: انتهى زمن الصّبر بانتهاء التّكاليف يوم القيامة.

{سَلَامٌ عَلَيْكُم}: وتقديره يقولون: سلام عليكم، وسلام عليكم: جملة اسمية تدل على الثّبات، والدّوام، وأقوى، وأبلغ من القول: قالوا سلاماً (جملة فعلية تدل على التّجدد، والتّكرار.

وقالوا: سلام بصيغة نكرة، ولم يقولوا السّلام عليكم معرفة؛ لأنّ النّكرة: تدل على العموم، والشّمول، وتعني: التّحية، والأمان، والطمأنينة، ودوام السلامة من الموت، ومن كلّ مكروه، أو أمر غير مستحب.

أمّا السّلام عليكم بأل التّعريف: تدل على أمر معين محدد، وهو التّحية فقط مثلاً، وقد جاء بتنكير السّلام في كلّ القرآن إلا آية واحدة هي قول عيسى: {وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: ٣٣].

{فَنِعْمَ}: الفاء: للتوكيد؛ نعم: من أفعال المدح.

{عُقْبَى الدَّارِ}: أي: الجنّة، كما قلنا سابقاً. ارجع إلى الآية (٢٢).