للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ٦١]

{وَيُنَجِّى اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}:

في الآية السّابقة بين حال المتكبرين على الله يوم القيامة، وفي هذه الآية بين حال المتقين.

{وَيُنَجِّى اللَّهُ}: من النّجاة: من نار جهنم. النّجاة: الخلاص.

ولمقارنة النّجاة بالفوز: الفوز يعني: النّجاة والوصول إلى الغاية أو المطلوب، والنّجاة تعني: النّجاة من المكروه أو الأذى من دون الوصول إلى الغاية.

{الَّذِينَ اتَّقَوْا}: الّذين اسم موصول يفيد المدح.

اتقوا: أيْ: أطاعوا أوامر ربهم وتجنَّبوا نواهيه أو اتقوا النّار بإطاعة أوامر ربهم وتجنُّب نواهيه.

{بِمَفَازَتِهِمْ}: الباء للإلصاق أو السّببية.

المفازة: على وزن مَفْعَلة من الفوز مثل السّعادة والمفازة فسرها قوله: {لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وسبب مفازتهم الإيمان بالله والعمل الصّالح.

بمفازتهم: بسبب فلاحهم. من المفازة. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٨٨) لمزيد من البيان.

{لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ}: لا النّافية للجنس، يمسهم السّوء: المس هو أخف اللمس، أيْ: مجرَّد التقاء الماس بالممسوس، ولو كان بأقل الزمن.

السّوء: هو ما يسيء إلى النّفس أو تكرهه مهما كان، مثل الخوف والحزن والعذاب والغم.

{وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}: تكرار (لا) لتوكيد النّفي وفصل كلاً من السّوء عن الحزن، فلا يصابون بأيٍّ منهما أو كلاهما.،

هم: تفيد التّوكيد.

يحزنون: من الحزن أشد الهم والغم أو غلظ الهم. ارجع إلى الآية (٣٤) من سورة فاطر للبيان.

ولمعرفة الفرق بين الحَزن والحُزن ارجع إلى سورة الأنعام آية (٣٣).