للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ١٤]

{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِى}:

ما الفرق بين هذه الآية والآية (١١): {قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}:

في الآية (١٤) قدَّم المفعول على الفعل أو المعبود على العبادة، قدَّم كلمة الله على العبادة.

وفي الآية (١١) قدَّم العبادة وأخَّر المعبود (الله) قدَّم الفعل على الفاعل، فهذه الآية جاءت موافقة للترتيب الطّبيعي للجملة الفعل، ثم الفاعل، ثم المفعول.

وتدل على أنّه مأمور من جهة الله بفعل العبادة والإخلاص.

أما الآية (١٤) فقدَّم المفعول على الفعل ليفيد القصر أو الحصر في العبادة على الله وحده دون غيره، فهو يُبيِّن في هذه الآية أنّ العبادة والإخلاص تخصُّ الله وحدَه دون غيره, وتؤكد كذلك أن العبادة لله تعالى وحده مرة أخرى.

أيْ: كأنه يقول: أنا لا أعبد إلا الله، وأنتم اعبدوا ما شئتم من دونه، كما جاء في الآية (١٥) التّالية, وقوله تعالى: مخلصاً له ديني وليس مخلصاً له الدين؛ لأن الإخلاص خاص أو أمر يختلف من إنسان إلى أخر. ارجع إلى الآية (١١) في نفس السورة للمقارنة.