للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• مستند الإجماع: يستند الإجماع إلى عدة أدلة، منها:

الأول: عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- باع حِلسا وقَدَحا، وقال: "من يشتري هذا الحلس والقدح؟ " فقال رجل: أخذتهما بدرهم. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من يزيد على درهم؟ من يزيد على درهم؟ " فأعطاه رجل درهمين، فباعهما منه (١).

• وجه الدلالة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باع الحلس والقدح مزايدة، ولم يقتصر على السوم الأول من الرجل الأول، فدل فعله على الجواز.

الثاني: أن المسلمين لم يزالوا يتبايعون في أسواقهم بالمزايدة في كل زمان ومكان من غير نكير (٢).

• المخالفون للإجماع:

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين، هما:

الأول: كراهة بيع المزايدة مطلقا. وهذا قال به: إبراهيم النخعي، وأيوب السختياني (٣) وعامر الشعبي، وعقبة (٤) (٥).


= "روضة الطالبين" (٣/ ٤١٣)، "فتح الوهاب شرح منهج الطلاب" (٣/ ٩٠ - ٩١) "نهاية المحتاج" (٣/ ٤٦٨)، "المحلى" (٧/ ٣٧٠ - ٣٧١).
(١) سبق تخريجه.
(٢) ينظر: "الشرح الكبير" لابن قدامة (١١/ ١٨١).
(٣) أيوب أبو بكر بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي مولاهم البصري، ولد عام (٦٨ هـ) سيد العلماء، عداده في صغار التابعين، قال هشام بن عروة: [ما رأيت بالبصرة مثل أيوب]. توفي عام (١٣١ هـ). "طبقات ابن سعد" (٧/ ٢٤٦)، "حلية الأولياء" (٣/ ٢)، "سير أعلام النبلاء" (٦/ ١٥).
(٤) لعله عقبة بن أبي الصهباء أبو خريم مولى باهلة البصري، انتقل عن البصرة، فنزل المدائن، وقدم بغداد، وثقه ابن معين وأبو داود والدارقطني. توفي عام (١٦٧ هـ).
"تاريخ بغداد" (١٢/ ٢٦٤). تنبيه: الباحث في شك من هذا من المراد به وقد ورد في كتب الأئمة مهملا، وذكرت هذا لأنه أقرب في طبقة القائلين بهذا القول، لكن الشك يختلج النفس لعدم الثناء الظاهر عليه في كتب التراجم، وذكره في عداد الفقهاء.
(٥) "مختصر اختلاف العلماء" (٣/ ٦١)، وذكره عن النخعي فقط ابن حجر في "فتح الباري" (٤/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>