للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨ - ٥١٤] لا تنفسخ الكتابة إذا لم يطالب السيد المكاتَب بأداء ما عليه.

إذا اتفق المكاتَب وسيده على أنجم الكتابة، فإن تأخر المكاتَب في الأداء، فإن الكتابة لا تنفسخ إذا لم يطالب السيد بالأداء، ونُقل الإجماع على ذلك.

• من نقل الإجماع:

١ - ابن المنذر (٣١٨ هـ) حيث قال: (وأجمعوا على أن المكاتب إذا دخل عليه نجمان من نجومه، أو نجومه كلها، فوقف السيد عن مطالبته، فيتركه بحاله، أن الكتابة لا تنفسخ، ما داما ثابتين على العقد الأول) (١). ونقله عنه ابن قدامة (٢).

٢ - ابن قدامة (٦٢٠ هـ) حيث قال: (فإن اختار الصبر عليه، فلا يملك العبد الفسخ، بغير خلاف نعلمه" (٣).

٣ - القرطبي (٦٧١ هـ) فذكره كما قال ابن المنذر (٤).

• الموافقون على الإجماع: ما ذكره الجمهور من الإجماع على أن المكاتَب إذا تأخر في أداء ما عليه، لا تنفسخ الكتابة إذا لم يطالب السيد، وافق عليه الحنفية (٥).

• مستند الإجماع: أن نجم الكتابة دين حلّ على المكاتَب، وللسيد مطالبته بما حل من نجومه، وله الصبر عليه وتأخيره؛ لأنه حق له سمع بتأخيره، كالدين على الأجنبي (٦).

النتيجة: تحقق الإجماع على أن المكاتَب إذا تأخر في أداء ما عليه، لا تنفسخ الكتابة إذا لم يطالب السيد؛ وذلك لعدم وجود مخالف.

[[٩ - ٥١٥] لا تنفسخ الكتابة بموت السيد]

إذا مات السيد قبل أن يؤدي المكاتَب ما عليه، فإن الكتابة قائمة، ولا تنفسخ، ونُقل الإجماع على ذلك.

• من نقل الإجماع:

١ - الكاساني (٥٨٧ هـ) حيث قال: (هل تنفسخ بالموت؟ أما


(١) "الإجماع" (ص ٩٣).
(٢) "المغني" (١٤/ ٥١٠).
(٣) "المغني" (١٤/ ٥١٠).
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" (١٢/ ٢٣١).
(٥) "مختصر الطحاوي" (ص ٣٦٨)، "الهداية" (٢/ ٢٩٩).
(٦) "المغني" (١٤/ ٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>