للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التمهيد: مفهوم الحسبة وأهميتها]

المبحث الأول: تعريف الحسبة لغة واصطلاحًا: وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الحسبة في اللغة (١) الحسبة: بكسر الحاء وتسكين السين، اسم من الاحتساب، كالعدة من الاعتداد. والاحتساب مأخوذ من الحسب، وهو على معان عدة منها:

١ - العدد والحساب: يُقال: حسبت الشيء أحسبه حسابًا وحسبانًا، إذا عددته، ومنه قول اللَّه -تعالى-: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} (٢)، وقوله -تعالى-: {لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} (٣). وبهذا المعنى يكون الإنسان محتسبًا إذا كان يعد ما يدخره من حسنات عند اللَّه تعالى، ومن ذلك قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من قام رَمَضانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ" (٤)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ" (٥). ونحو هذه الأحاديث التي يدل معناها على أن احتساب الأجر هو العد طلبًا للثواب.

أمّا الاعتداد فيما يحل بالإنسان من مكروه، فيكون بالصبر والتسليم لأمر اللَّه تعالى، كما قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ للَّه ما أَخَذَ، وَلَهُ ما أَعْطَى، وَكلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ" (٦).


(١) يُنظر: لسان العرب (١/ ٣١٤) (حسب)، وتاج العروس (٣/ ٣٧٥) (حسب).
(٢) سورة الأنعام، الآية: (٩٦).
(٣) سورة يونس، الآية: (٥).
(٤) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان (١/ ١٦) رقم (٣٧)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان (١/ ٥٢٣) رقم (٧٥٩) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٥) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان (١/ ١٦) رقم (٣٨)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان (١/ ٥٢٣) رقم (٧٦٠) من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٦) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: يُعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه (٢/ ٧٩) رقم (١٢٨٤)، ومسلم، كتاب الجنائز، باب: البكاء على الميت (٢/ ٦٣٥) رقم (٩٢٣) من حديث أسامة بن زيد رضي اللَّه عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>