للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقل، وإنما ذلك موكل للنقل فقط، وعلى العقل الإيمان والتسليم، وعلى الجوارح الانقياد.

• خلاصة القول: أن المعروف اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة اللَّه ورسوله، والإحسان إلى عباده، بكل ما جاء الأمر به، والحث عليه، في الكتاب والسنة.

فيدخل في ذلك كل ما أمر اللَّه به ورسوله، من توحيد اللَّه والإخلاص له، والمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة، وإيتاء الزكاة، والصيام، والحج، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والعشرة الزوجية، والإحسان إلى الجيران، المحتاجين، واليتامى، والمساكين، وكافة المسلمين، ونحو ذلك من واجبات الدين ومكملاته التي يجمعها مسمى الإيمان والعمل الصالح.

فهو اسم يحيط بالدين كله أصوله وفروعه، عقائده وأحكامه، سننه وآدابه (١).

المطلب الثالث: المنكر في اللغة: القبيح، وهو ضد المعروف، وكل ما قبَّحهُ الشرع وحرَّمه وكرهه فهو منكر، ونَكَرَهُ ينكره نكرًا فهو منكور، واستنكره فهو مستنكر، والجمع: مناكير (٢).

ومنه قول اللَّه -تعالى-: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} (٣)، أي: إنكاري، وقد نكره فتنكر، أي: غيره فتغير إلى مجهول، والنكير والإنكار: تغيير المنكر (٤).

المطلب الرابع: المنكر في الاصطلاح: قال ابن جرير: "أصل المنكر: ما أنكره اللَّه، ورأوه قبيحًا فعله، ولذلك سُمِّيت معصية اللَّه: منكرًا؛ لأن أهل الإيمان باللَّه يستنكرون فعلها، ويستعظمون ركوبها" (٥).


(١) تذكرة أولي الغير بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبد اللَّه بن صالح القصيِّر، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى ١٤١١ هـ (ص ١١).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٢١٦) (عرف)، ولسان العرب (٥/ ٢٣٣) (نكر).
(٣) سورة الحج، الآية: (٤٤).
(٤) لسان العرب (٥/ ٢٣٣) (نكر)، وتاج العروس (١٤/ ٢٨٧) (نكر).
(٥) تفسير الطبري (٤/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>