للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك (١).

• وجه الدلالة: مع تنوع الحالات التي ورد فيها فعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع السواك، إلا أنها تظهر أنه كان يتسوك عند تغير فمه، سواء كان بنوم، أو بطول خروج عن البيت فيكون البطن خاويًا، أو غير ذلك، فهي تدل بمعظمها على استحبابه عند تغير رائحة الفم، ولذا يقول الإمام الشافعي: "واستحب السواك عند كل حال يتغير فيه الفم، وعند الاستيقاظ من النوم، وأكل كل ما يغير الفم، وشربه، وعند الصلوات كلها" (٢).

٣ - ومن المعقول: فالفم عندما تتغير رائحته، فإن الآخرين يتأذون من رائحته، وكذلك الزوجة والأبناء، فكان من المناسب أن يغير رائحته بالسواك وينظفه.

النتيجة: أن الاتفاق متحقق، لعدم وجود المخالف في المسألة، واللَّه تعالى أعلم.

[[٤ - ٨١] مشروعية الختان للرجال]

الختان للرجال من سنن الإسلام الحنيف، وقد حكى عدد من العلماء الإجماع على مشروعيته.

• من نقل الإجماع: ابن حزم (٤٥٦ هـ): "واتفقوا أن من ختن ابنه، فقد أصاب" (٣).

ابن عبد البر (٤٦٣ هـ) حيث يقول: "والذي أجمع عليه المسلمون؛ الختان في الرجال، على ما وصفنا" (٤).

وقال أيضًا: "والختان من ملة إبراهيم، لا يختلفون في ذلك" (٥).

ابن هبيرة (٥٦٠ هـ) حيث يقول: "واتفقوا على أن الختان في حق الرجال" (٦).

ابن تيمية (٧٢٨ هـ) حيث يقول: "إذا لم يخف عليه ضرر الختان، فعليه أن يختتن، فإن ذلك مشروع مؤكد للمسلمين باتفاق الأئمة، وهو واجب عند الشافعي، وأحمد في المشهور عنه" (٧).


= (ح ٢٥٥)، (١/ ٢٢٠).
(١) سبق تخريجه.
(٢) "الأم" (١/ ٣٩).
(٣) "مراتب الإجماع" (٢٥٢).
(٤) "التمهيد" (٢١/ ٥٨).
(٥) "التمهيد" (٢١/ ٥٩).
(٦) "الإفصاح" (١/ ٢٦٨).
(٧) "مجموع الفتاوى" (٢١/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>