للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النساء، ولا يعتد بخلاف من خالف؛ للأسباب التالية:

١ - ليس هذا الخلاف بشيء؛ لأنه خرق للإجماع، وترك للسنة (١).

٢ - قولهم: إن الواو جامعة؛ فقد قيل: لكن اللَّه تعالى خاطب العرب بأفصح اللغات، والعرب لا تدع أن تقول: تسعة، وتقول: اثنين وثلاثة وأربعة، وتستقبح كذلك من يقول: أعط فلانًا أربعة ستة ثمانية، ولا يقول: ثمانية عشر. وإنما الواو في هذا الموضع بدل؛ أي: انكحوا ثلاثًا بدلًا من مثنى، ورباع بدلًا من ثلاث، ولذلك عطف بالواو ولم يعطف بأو (٢).

٣ - معنى الآية: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى، وانكحوا ما طاب لكم من النساء ثلاث، وانكحوا ما طاب لكم من النساء رباع (٣)، وهذا من أحسن الأدلة في الرد على الرافضة، لكونه من تفسير زين العابدين علي بن الحسين (٤)، وهو من أئمتهم الذين يرجعون إلى قولهم، ويعتقدون عصمتهم (٥).

٤ - استدلالهم على ما ذهبوا إليه من إباحة أكثر من أربع بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مات عن تسع، يُردّ بأن ذلك من خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كما خص بأن نساءه لا ينكحن بعده، وغير ذلك من الخصائص (٦).

[[١١ - ٦١] ما يجمعه العبد من النساء]

يختلف العبد المملوك عن الحر في كثير من الأحكام، فيحدّ نصف حدّ الحر، وله تطليقتان، وعلى هذا قال الفقهاء: لا يجمع العبد أكثر من اثنتين من النساء في عقد


(١) "المغني" (٩/ ٤٧١)، "الجامع لأحكام القرآن" (٥/ ١٧)، "البناية شرح الهداية" (٤/ ٥٥٥)، "مغني المحتاج" (٤/ ٢٩٨).
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" (٥/ ١٧)، "عمدة القاري" (٢٠/ ٩١).
(٣) ذكره البخاري معلقًا (٥١٠٥) (٦/ ١٥٤).
(٤) هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي، سمي زين العابدين لفرط عبادته، وكان مريضًا يوم قتل والده، فلم يتعرضوا له، أحد فقهاء المدينة، كان ورعًا دينًا، أُمه سلامة، وقيل: غزالة بنت يزدجرد، توفي سنة (٩٤ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" (ص ٤٦)، "شذرات الذهب" (١/ ١٠٤).
(٥) "فتح الباري" (٩/ ١٦٩)، "عمدة القاري" (٢٠/ ٩١).
(٦) "الحاوي" (١١/ ٢٢٨)، "عمدة القاري" (٢٠/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>