للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإمام الغلام في المكتب ما يتعلمه كل يوم، والإمام: المثال، أي: ما امتثل عليه (١).

والإمام: الطريق الواسع، وبه فُسِّر قول اللَّه -تعالى-: {وَإِنَّهُمَا لبَإِمَامٍ مُّبِينٍ} (٢)، أي: بطريق يأتمون به في سفرهم ويهتدون به، يبين لمن ائتم به استقامته (٣).

والدليل: إمام السفر، والحادي: إمام الإبل، وإن كان وراءها لأنه الهادي لها (٤). إلى غير ذلك من المعاني المقاربة.

وخلاصة ما سبق: أن الإمام في اللغة: القائد، والقدوة، وقيِّم الأمر المصلح له، والإمامة: القيادة.

المطلب الثاني: الإمامة في الاصطلاح: ورد عن أهل السنة والجماعة ومخالفيهم عدة تعريفات للإمامة، منها:

١ - هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها؛ إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به (٥).

٢ - الإمامة: موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا (٦).

٣ - الإمامة: رياسة تامة، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا (٧).

٤ - هي: نيابة عن الرسول صلى اللَّه عليه وسلم في إقامة الدين، بحيث يجب


(١) يُنظر: لسان العرب (١٢/ ٢٤) مادة (أمم).
(٢) سورة الحجر، الآية: (٧٩).
(٣) يُنظر: تفسير الطبري (جامع البيان)، محمد بن جرير الطبري، (١٤/ ٤٩).
(٤) يُنظر: لسان العرب (١٢/ ٢٦) مادة (أمم).
(٥) يُنظر: مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي، (ص ١٩١).
(٦) يُنظر: الأحكام السلطانية للماوردي، دار الكتب العلمية، بيروت (ص ٥).
(٧) غياث الأمم في التياث الظلم، لأبي المعالي الجويني، (ص ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>