للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السابع: القول الشاذ]

وفيه أربع مسائل: المسألة الأولى: تعريف القول الشاذ لغة واصطلاحًا:

أوّلًا: الشاذ لغة: مفرد، جمعه: شواذ وشذاذ، ومعناه: المخالف والمناقض، وكل ما خالف القاعدة العامة، أو المألوف لدى الناس، أو القياس (١).

ثانيًا: تعريفه اصطلاحًا: القول الشاذ: هو الذي خالف الحق بلا دليل معتبر وإن قال به جماعة.

يقول الإمام ابن القيم (٢): إن الشاذ، ما خالف الحق، وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم، فهم الشاذون (٣).

[المسألة الثانية: فيم استعمل الفقهاء هذه الكلمة]

وقد استعمل الفقهاء هذه الكلمة في شيئين: أولهما: عندما يحكمون على القول الشاذ داخل المذهب الواحد، وهذا لا يدخل معنا هنا في الكلام؛ لأن القول بالشذوذ في مذهب معين، قد لا يكون كذلك في بقية المذاهب، حيث يمكن أن يكون له اعتبار في مذهب آخر، أو في بقية المذاهب.

ثانيهما: -وهو المقصود هنا -: عند ما يحكمون على القول بالشذوذ بالنسبة إلى الحق والصواب.


(١) ينظر: القاموس المحيط، (ص ٤٢٧). المعجم الوسيط (١/ ٤٧٦).
(٢) هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز شمس الدين أبو عبد اللَّه الزرعي ثم الدمشقي الفقيه الحنبلي، الإمام الشهير بابن قيم الجوزية، مفسّر نحوي، أصولي، محدث، فقيه، من تصانيفه: زاد المعاد، إعلام الموقعين، توفي رحمه اللَّه سنة ٧٥١ هـ انظر: البداية والنهاية (١٤/ ٢٣٤)، شذرات الذهب (٦/ ١٦٨).
(٣) إعلام الموقعين عن رب العالمين (٣/ ٣٩٧). وينظر: معجم مصطلحات أصول الفقه، (ص ٢٤١)، معجم لغة الفقهاء، (ص ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>