للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحيض (١).

٢ - سئلت عائشة -رضي اللَّه عنها-، ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: "أحرورية أنت؟ " فقالت: لست بحرورية، ولكني أسأل، فقالت عائشة: "كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" (٢).

• وجه الدلالة: أن عائشة -رضي اللَّه عنها- ذكرت أنهنّ كنَّ لا يؤمرن بقضاء الصلاة، مما يدل على عدم وجوبها عليهن (٣).

• الخلاف في المسألة: خالف في المسألة بعض طوائف الخوارج (٤)، ولا عبرة بخلافهم؛ لمخالفتهم النص والإجماع.

النتيجة: أن الإجماع متحقق؛ لعدم وجود المخالف في المسألة، واللَّه أعلم.

[[٩ - ٤٢٦] الحائض لا تقضي الصلاة]

إذا طهرت المرأة الحائض، فإنه لا يلزمها قضاء الصلاة المفروضة، وحكي على هذا الإجماع.

• من نقل الإجماع: الزهري (١٢٥ هـ) حيث يقول: "اجتمع الناس عليه" أي: على عدم قضاء الحائض للصلاة. نقله عنه ابن حجر (٥).

الشافعي (٢٠٤ هـ) حيث يقول: "في هذا دلائل على أن فرض الصلاة في أيام الحيض زائل عنها، فإذا زال عنها وهي ذاكرة عاقلة مطيقة؛ لم يكن عليها قضاء الصلاة، وكيف تقضي ما ليس بفرض عليها بزوال فرضه عنها، قال: وهذا مما لا أعلم فيه مخالفًا" (٦).

الترمذي (٢٩٧ هـ) حيث يقول: "وقد روي عن عائشة من غير وجه، أن الحائض لا تقضي الصلاة، وهو قول عامة الفقهاء؛ لا اختلاف بينهم في أن الحائض تقضي


(١) "تفسير القرطبي" (٣/ ٨٥) ق، (٣/ ٥٧)، "سبل السلام" (١/ ٩١).
(٢) البخاري كتاب الحيض، (ح ٣١٥)، (١/ ١٢٢)، مسلم كتاب الحيض، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة، (ح ٣٣٥)، (١/ ٢٦٥).
(٣) "إحكام الإحكام" لابن دقيق العيد (١/ ١٦١).
(٤) "المحلى" (١/ ٣٨٠)، "تفسير القرطبي" (٣/ ٨٥) ق، (٣/ ٥٧).
(٥) "فتح الباري" (١/ ٤٢١).
(٦) "الأم" (١/ ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>