للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير قتال الكفار بالنفس كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة اللَّه" (١)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" (٢).

• الثاني: معنى خاص وهو: قتال الكفار بالنفس وهذا ما عرفه به الجمهور، وهذا المعنى للجهاد هو المراد عند الإطلاق ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار بالنفس إلا بقرينة.

جاء في "المقدمات الممهدات": (فكل من أتعب نفسه في ذات اللَّه فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل اللَّه إذا أطلق فلا يقع إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (٣). وهذا المعنى الخاص هو الذي يدور عليه بحثنا إن شاء اللَّه.

[المطلب الثاني: أنواع الجهاد]

• من خلال تعريف الجهاد في اللغة وعند الفقهاء اتضح أن الجهاد بالمعنى العام يشمل عدة أنواع حصرها بعض العلماء في أربعة أنواع (٤):

[النوع الأول: جهاد النفس]

وهو: أن يجاهد النفس على تعلم أمور الدين، وعلى العمل بما تعلم، ثم الدعوة إليه وتعليمه، والصبر على مشاق الدعوة (٥).

عن فضالة بن عبيد -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجة الوداع: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة اللَّه، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب" (٦).


(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٦/ ٢١)، والحاكم في "مستدركه" (١/ ٥٥) وصححه، وصححه الألباني. انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، برقم (٥٤٩).
(٢) أخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ١٢٤)، وأبو داود في "سننه" كتاب "الجهاد"، باب كراهية ترك الغزو (٣/ ١١، برقم ٢٥٠٤)، والحاكم في "مستدركه" (٢/ ٩١) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. انظر: "التلخيص" بهامش "المستدرك" (٢/ ٩١).
(٣) "المقدمات الممهدات" (١/ ٣٤٢)، وانظر: "أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية" (ص ١١٧).
(٤) انظر: "زاد المعاد" (٣/ ٩)، و"فتح الباري" (٦/ ٣)، و"حاشية الروض المربع" (٤/ ٢٥٣).
(٥) هذه مراتب جهاد النفس الأربعة، وقد فصَّلها ابن القيم. انظر: "زاد المعاد" (٣/ ١٠).
(٦) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>