للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فقال: "اختر منهن أربعًا" (١).

• وجه الدلالة من هذه الأحاديث: أولًا: لو كانت الزيادة على الأربع حلالًا لما أمرهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمفارقة من زاد على أربع، فدل على أن منتهى العدد المشروع هو الأربع (٢).

ثانيًا: مَنَع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من استدامة الزيادة على أربع، فالابتداء أولى (٣).

• الخلاف في المسألة: أولًا: ذهب القاسم بن إبراهيم (٤)، والرافضة (٥)، إلى القول بأنه يجوز أن يجمع بين تسع من النساء.

ثانيًا: ذهبت الخوارج إلى القول بإباحة ثماني عشرة امرأة، فإن مثنى بمعنى اثنين اثنين، وثُلاث بمعنى ثلاث ثلاث، ورُباع بمعنى أربع أربع، فهو معدول عن عدد مكرر فيصبح المجموع ثماني عشرة (٦).

• أدلة المخالفين:

١ - قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: ٣].

• وجه الدلالة: الواو للجمع، فثنتان وثلاث وأربع، تسع من النساء (٧).

٢ - أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مات عن تسع نساء، واللَّه سبحانه وتعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١].

• وجه الدلالة: ساوت الأمة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما تستبيحه من الإماء، فوجب أن تساويه في حرائر النساء (٨).

النتيجة: تحقق الإجماع على أنه لا يجوز للحر أن يجمع بين أكثر من أربع من


(١) أخرجه أبو داود (٢٢٤١) (٢/ ٢٧٢)، وابن ماجه (١٩٥٢) (١/ ٦١٢)، وصححه الألباني. انظر: "صحيح سنن ابن ماجه" (١/ ٣٣٠).
(٢) "بدائع الصنائع" (٣/ ٤٤٥ - ٤٤٦).
(٣) "المغني" (٩/ ٤٧٢).
(٤) هو أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الحسني العلوي الرسي، من أئمة الزيدية، كان يسكن في أطراف المدينة، وإليه تنسب الطائفة القاسمية، إحدى فرق الزيدية، توفي بالقرب من ذي الحليفة سنة (٢٤٦ هـ). انظر ترجمته في: معجم الشعراء للمرزباني (ص ٣٣٥).
(٥) "الحاوي" (١١/ ٢٢٦)، "المغني" (٩/ ٤٧١)، "البناية شرح الهداية" (٤/ ٥٥٥)، "فتح القدير" (٣/ ٢٣٩).
(٦) "فتح القدير" (٣/ ٢٣٩)، "الجامع لأحكام القرآن" (٥/ ١٧)، البناية (٤/ ٥٥٥)، "مغني المحتاج" (٤/ ٢٩٨).
(٧) "الحاوي" (١١/ ٢٢٦)، "المغني" (٩/ ٤٧١).
(٨) "الحاوي" (١١/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>