للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• خلاف بين الفقهاء على أقوال، أذكر أهمها (١):

القول الأول: أن خلاف الظاهرية غير معتبر، ولا يعتد به مطلقًا، وممن حكى عدم اعتباره: الكرخي، والجصاص من الحنفية (٢)، والنووي (٣)، والزركشي (٤)، من الشافعية.

• أدلة هذا القول:

١ - ذكر النووي أن الظاهرية هم من جملة العوام، فليسوا من العلماء؛ لتعطيلهم القول بالقياس، وأن أغلب أحكام الشريعة قائمة على الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها (٥).

٢ - أن هؤلاء تجرؤوا على الأئمة، وظنوا أنهم الذين على الحق، وأن غيرهم على الباطل، فمن أجل هذا لا يعتد بقولهم (٦).

القول الثاني: أن خلافهم يعتبر مطلقًا، وممن حكى ذلك: أبو منصور البغدادي (٧)، وابن الصلاح (٨) من الشافعية، وقال: إنه الصحيح من المذهب، وهو الذي استقر عليه الأمر (٩)، واختاره ابن القيم من الحنابلة (١٠)، والشوكاني (١١).


(١) هناك بحث للدكتور عبد السلام بن محمد الشويعر في مجلة البحوث الإسلامية (العدد: ٦٧)، عن الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية، هل يعتد به أم لا؟ خلص فيه إلى القول بالاعتداد به. وقد استفدت من هذا البحث.
(٢) "الفصول في الأصول" للجصاص (٣/ ٢٦٩).
(٣) "شرح مسلم" (٣/ ١١٥)، و"المجموع" (٢/ ١٥٦).
(٤) "البحر المحيط" (٦/ ٢٩١).
(٥) "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٨٣).
(٦) "البحر المحيط" (٦/ ٢٩١).
(٧) هو أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، أخذ عن أبي إسحاق الإسفراييني، وغيره، إمام في الأصول والفروع، كان يدرِّس في سبعة عشر علمًا، ألف المصنفات في الرد على المعتزلة، من كتبه: "الملل والنحل"، و"الفرق بين الفرق" توفي سنة (٤٢٧ هـ). انظر في ترجمته: "طبقات الشافعية" للسبكي (٣/ ١٤٢)، و"طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ٢١٦).
(٨) هو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن الصلاح، ولد في دمشق، وأخذ عن والده، ورحل، حتى برع في المذهب، كان أحد فضلاء عصره، في التفسير، والحديث، والفقه، توفي سنة (٦٤٣ هـ). انظر في ترجمته: "طبقات الشافعية" للسبكي (٤/ ٤٢٨)، و"طبقات ابن قاضي شهبة" (١/ ٤٤٤).
(٩) "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٨٣).
(١٠) "زاد المعاد" (٥/ ٣٣١). قال ابن القيم: (والعجب من متعصبٍ يقول: لا يعتد بخلاف الظاهرية).
(١١) "إرشاد الفحول" (ص ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>