للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزجاجي (١)، حيث قال: "النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء والعقد جميعًا، وموضع "نكح" على هذا الترتيب في كلام العرب للزوم الشيء راكبًا عليه، هذا كلام العرب الصحيح".

• وبما نقل أيضًا عن أبي علي الفارسي (٢) حيث قال: "فرقت العرب بينهما فرقًا لطيفًا؛ فإذا قالوا: نكح فلان فلانة، أرادوا تزوجها، وإذا قالوا: نكح امرأته أو زوجته لم يريدوا إلا الوطء؛ لأنه بذكر امرأته وزوجته يستغنى عن ذكر العقد" (٣).

القول الرابع: إنه حقيقة في الجمع والضم والتداخل.

قال أبو عمر (٤) غلام ثعلب: الذي حصّلناه عن ثعلب (٥) عن الكوفيين، وعن المبرد (٦) عن البصريين أنه الجمع. قال الشاعر:


= "الصحاح" للجوهري، أو "القاموس المحيط"، أو "لسان العرب"، أو"تاج العروس"، أو غيرها من كتب اللغة، بل ذكر ذلك الفقهاء، فلا يكاد يخلو كتاب من كتب الفقه من ذكر كلام أهل اللغة في ذلك.
(١) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، كان من أفاضل أهل النحو، صنف التصانيف النافعة؛ منها: كتاب "الجمل"، و"الإيضاح"، وكتاب "شرح خطبة أدب الكتاب" لابن قتيبة، وغير ذلك، توفي سنة (٣٤٠ هـ). انظر في ترجمته: "نزهة الألباء في طبقات الأدباء" (ص ٢٦٥)، و"شذرات الذهب" (٢/ ٣٥٧).
(٢) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، يعد من أكابر أئمة النحو، قالوا عنه: واحد زمانه في علم العربية. صنّف كتبًا كثيرة لم يسبق إلى مثلها؛ منها: كتاب "الإيضاح في النحو"، وكتاب "الحجة في علل القرآن"، وكتاب "المقصور والممدود"، وغير ذلك، توفي سنة (٣٧٧ هـ).
انظر في ترجمته: "معجم الأدباء" (٢/ ٤١٣)، "نزهة الألباء" (ص ٢٧٤).
(٣) "شرح النووي على مسلم" (٩/ ١٤٥)، "تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (ص ٢٤٩)، و"الإنصاف" للمرداوي (٨/ ٣)، و"المبدع" (٦/ ٨١)، و"فتح الباري" (٩/ ١٠٣)، و"نيل الأوطار" (٦/ ٢١١).
(٤) هو أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، من أكابر أهل اللغة وأحفظهم لها، أخذ عن ثعلب، وكان يعرف بغلام ثعلب. كان ثقة صدوقًا عند أهل الحديث، من مصنفاته: "الياقوتة في اللغة"، و"رسالة في غريب القرآن"، و"غريب الحديث"؛ صنفه على "مسند أحمد"، توفي سنة (٣٤٥ هـ) في بغداد. انظر في ترجمته: "نزهة الألباء" (ص ٢٤٢)، و"معجم الأدباء" (٥/ ٣٦٩).
(٥) هو أبو العباس ثعلب أحمد بن يحيى الشيباني، كان إمام الكوفيين في زمانه في النحو واللغة، ثقة دينًا مشهورًا بصدق اللهجة والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم، له "أمال" أملاها على أصحابه منها: في النحو، واللغة، والأدب، والأخبار، توفي سنة (٢٩١ هـ) في بغداد. انظر في ترجمته: "نزهة الألباء" (ص ٢٠٢)، و"معجم الأدباء" (٢/ ٥٥).
(٦) هو أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي، المعروف بالمبرد، شيخ أهل النحو والعربية، وإليه انتهى علمها، =

<<  <  ج: ص:  >  >>