كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي - ط الفضيلة

الفصل الثالث: مسائل الإجماع في ألفاظ النكاح وشروطه - [٦ - ٢٦] تزويج الصغير - ج: 3 - ص: 138

وعطاء (١)، والزهري (٢)، وإسحاق، وقتادة (٣)، والثوري في أحد القولين عنهما (٤).

• مستند الإجماع:

١ - أن ابن عمر زوج ابنه وهو صغير ابنة أخيه (٥).

٢ - أن الأب كامل الرأي، وافر الشفقة، فيباشر العقد عنه، كما إذا باشره بعد البلوغ برضاه (٦).

• الخلاف في المسألة: ذهب ابن حزم الظاهري إلى أنه ليس للأب ولا لغيره إنكاح الصغير الذكر حتى يبلغ، فإن فعل فهو مفسوخ أبدًا (٧). وهو قول طاوس (٨)، وقتادة، والثوري في القول الآخر عنهما (٩).

• دليل هذا القول: قال تعالى: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا} [الأنعام: ١٦٤].

• وجه الدلالة: قول اللَّه تعالى هنا مانع من جواز عقد أحد على أحد، إلا أن يوجب ذلك إنفاذ نص قرآن أو سنة، ولا نص ولا سنة في جواز إنكاح الأب ابنة الصغير (١٠).

---

= مثله، توفي سنة (٩٥)، وقيل: (٩٦ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات ابن سعد" (٦/ ١٩٩)، و"طبقات الفقهاء" (ص ٨٣).
(١) هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح أسلم، من مولدي الجَنَد باليمن، مولى لبني فهر، نشأ بمكة، وتعلم الكتاب بها، سمع عائشة، وأبا هريرة، وابن عباس، وغيرهم، انفرد بالفتوى في مكة، حتى إنه ما كان يفتي في الموسم غيره، توفي سنة (١١٤ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" (ص ٥٧)، و"شذرات الذهب" (١/ ١٤٧).
(٢) هو أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، وقيل: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، سمع من أنس، وسهل بن سعد، ورأى عشرة من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، حفظ السنة، وكان أعلم أهل عصره بها، توفي سنة (١٢٤ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" (ص ٤٧)، و"شذرات الذهب" (١/ ١٦٢).
(٣) هو أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي البصري، الأكمه، كان من كبار التابعين، وعالمًا كبيرًا بالنسب، فقد كان من أنسب الناس، كان يدور البصرة أعلاها وأسفلها بغير قائد، توفي سنة (١١٧ هـ) بواسط. انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٤/ ٨٥)، و"طبقات الفقهاء" (ص ٩٤).
(٤) "الإشراف" (١/ ٢٧)، و"السنن الكبرى" للبيهقي (٧/ ١٤٣).
(٥) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ١٤٣).
(٦) "الهداية" (١/ ٢١٦).
(٧) "المحلى" (٩/ ٤٤).
(٨) هو أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان الخولاني الهمْداني اليماني، من أبناء الفرس، أحد أعلام التابعين، سمع من ابن عباس، وأبي هريرة، كان فقيهًا جليل القدر، نبيه الذكر، توفي بمكة حاجًّا سنة (١٠٦ هـ). انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" (٢/ ٥٠٩)، و"طبقات الفقهاء" للشيرازي (ص ٦٥).
(٩) "مصنف عبد الرزاق" (٦/ ١٦٤ - ١٦٥)، و"المحلى" (٩/ ٤٥).
(١٠) "المحلى" (٩/ ٤٤).