للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: "ومن كان مستيقظًا في الوقت، والماء بعيد منه، لا يدركه إلا بعد الوقت؛ فإنه يصلي في الوقت بالتيمم باتفاق العلماء" (١). ونقله عنه ابن قاسم (٢).

• الموافقون على الإجماع: وافق على هذا الإجماع الأوزاعي، والثوري (٣)، وزفر، وبعض الحنفية (٤)، والمالكية (٥)، ووجه شاذ عند الشافعية (٦)، والحنابلة في رواية (٧).

• مستند الإجماع:

١ - حديث جابر -رضي اللَّه عنه-، في أوقات الصلاة، وفيه عندما صلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أول الوقت وآخره، قال له جبريل عليه السلام: "ما بين هذين الوقتين وقت" (٨).

• وجه الدلالة: أن وقت الصلوات محدد بما بين أول وقت الصلاة إلى نهايته، ولا يجوز التأخير عنه، وقد شرع لنا التيمم عند الحاجة إليه؛ فلزم العمل به ما دام أنه به ستؤدى الصلاة في وقتها.

٢ - أن أوقات الصلاة محددة بالشرع، ولها حرمة يجب مراعاتها، فالصلاة فيها لازمة بأي حال، فإذا علم الإنسان أنه لا يصل للماء في الوقت؛ لزمه التيمم والأداء في الوقت (٩).

• الخلاف في المسألة: خالف الحنفية (١٠)، والشافعية (١١)، والحنابلة على المذهب عندهم (١٢)، فقالوا: لا يجوز التيمم في هذه الحالة.

واستدلوا بعموم أدلة اشتراط عدم وجود الماء لصحة التيمم (١٣).

النتيجة: أن الإجماع غير متحقق؛ لوجود المخالف في المسألة، واللَّه تعالى أعلم.


= الفتاوى" (٢١/ ٤٤٦)، "مختصر الفتاوى المصرية" (١/ ١٠٧).
(١) "مجموع الفتاوى" (٢٢/ ٣٥).
(٢) "حاشية الروض" (١/ ٣١٣).
(٣) "المجموع" (٢/ ٢٨٠).
(٤) "حاشية ابن عابدين" (١/ ٢٤٦).
(٥) "التاج والإكليل" (١/ ٤٩٣)، و"مواهب الجليل" (١/ ٣٣٦).
(٦) "المجموع" (٢/ ٢٨٠).
(٧) "الفروع" (١/ ٢٢٠)، و"الإنصاف" (١/ ٣٠٣)، وذكرا مسألتنا ورأي ابن تيمية فيها.
(٨) سبق تخريجه.
(٩) "المجموع" (٢/ ٢٨٠).
(١٠) "حاشية ابن عابدين" (١/ ٢٤٦).
(١١) "المجموع" (٢/ ٢٨١).
(١٢) "المغني" (١/ ٣١٧)، و"الإنصاف" (١/ ٣٠٣).
(١٣) "المجموع" (٢/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>