(٢) أخرجه أحمد (٤٠/ ٤٨٤)، والترمذي رقم (١٨٦٦)، وقال: "هذا حديث حسن"، وأبو داود رقم (٣٦٨٧)، من طريق يحيى بن إسحاق، أخبرني مهدي بن ميمون، حدثني أبو عثمان الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي اللَّه عنها. والحديث رجاله ثقات رجال الشيخين عدا يحيى بن إسحاق فهو من رجال مسلم. وكذا عثمان الأنصاري فإنه ليس من رجال الشيخين، إلا أنه ثقة، وثقه أبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات. والحديث صححه جماعة من أهل العلم منهم ابن الملقن في "البدر المنير" (٨/ ٣٠٧): حيث قال: "وهو حديث صحيح"، وقال أبو العباس القرطبي في "المفهم لما أشكل من صحيح مسلم" (٧/ ٣٥٨): "إسناده صحيح"، وقال المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (٢/ ٤٢٤): "بإسناد صحيح"، وصححه الألباني كما في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" (٥٣)، وصحيح الجامع الصغير (٢/ ٨٣٦). وصوب الدارقطني وقفه على عائشة رضي اللَّه عنها، فقال: "رفعوه، وخالف خلف بن الوليد فوقفه على عائشة، والقول قوله"، نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" (٨/ ٣٠٧)، والذهبي في "تنقيح التحقيق" (٢/ ٣٠٣)، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٥/ ١٤). بينما ضعَّفه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٦٠٦) حيث أعله بأبي عثمان الأنصاري، فقال: "وهو ليس بصحيح؛ فإنه من رواية مهدي بن ميمون -وهو ثقة-، قال: حدثنا أبو عثمان: عمرو بن سالم الأنصاري، عن القاسم، عن عائشة. وأبو عثمان هذا لا تعرف حاله وإن كان قاضيًا بمرو، لم أجد ذكره في مظان وجوده من مصنفات الرجال الرواة". وما ذكره ابن القطان من تضعيف الحديث بسبب جهالة أبي عثمان تعقَّبه جماعة من أهل العلم منهم ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٥/ ١٥) حيث ذكر قول ابن القطان ثم قال: "كذا قال". وأبو عثمان هذا اسمه عمرو بن سالم، وقيل: عمر، وقيل في اسم أبيه غير ذلك، قال الحاكم أبو أحمد: وهو معروف بكنيته، ولا أحق في اسمه واسم أبيه شيئًا، وقد أحسن مهدي بن ميمون الثناء على أبي عثمان، ووثقه أبو داود في رواية أبي عبيد الآجري عنه، وذكره ابن حِبَّان في كتاب "الثقات".