للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الجمل (١)، وصفين (٢).

• ثالثًا: الإجماع: أجمع العلماء على مشروعية قتال البغاة، وقد نقل الإجماع على ذلك ابن عبد البر (٣)، والموفق ابن قدامة (٤)، وبهاء الدين المقدسي (٥)، والنووي (٦)، وشمس الدين ابن قدامة (٧)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٨)، وغيرهم (٩).


(١) هي معركة وقعت في البصرة عام (٣٦ هـ) بين قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد اللَّه والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنهم، التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى هذا الجمل، وكان في كل فريق عشرة آلاف مقاتل. انظر: الفتنة ووقعة الجمل للضبي (١٠٥) وما بعدها، تاريخ الأمم والرسل والملوك (٣/ ٤٠)، البداية والنهاية (٧/ ٢٣٠).
(٢) هي حادثة وقعت بعد الجمل، بين علي -رضي اللَّه عنه- ومعاوية -رضي اللَّه عنه-، سنة (٣٧ هـ)، بموضع يُقال له: "صفين"، بالقرب من الفرات، شرقي بلاد الشام، وذلك أنه بعد مقتل عثمان -رضي اللَّه عنه- طلبت البيعة لخلافة المسلمين لعلي، وتمت له في المسجد النبوي في المدينة، وأرسل علي -رضي اللَّه عنه- إلى معاوية يدعوه للطاعة، فاستنفر معاوية أهل الشام للطلب بدم عثمان -رضي اللَّه عنه-، وضم إليه عمرو بن العاص، فلما رأى رسول أمير المؤمنين ذلك رجع إليه وأخبره بما رأى، ومع احتدام الموقف توجه علي بن أبي طالب إلى الشام مع جيشه، وكان قوامه (١٣٥ ألفًا) لأخذ البيعة من معاوية، والذي بدوره أرسل جيشًا من دمشق عدده (١٣٥ ألفًا)، وأقام في صفين، وهناك تقابل الجيشان، وقام بينهما قتال شديد، كان يستمر يوميًا من بعد صلاة الفجر إلى نصف الليل، وقُتل فيه ما يقارب (٧٠) ألفًا. انظر: وقعة صفين لابن مزاحم المنقري، البداية والنهاية (٧/ ٢٥٣).
(٣) التمهيد (٢٣/ ٣٣٩).
(٤) المغني (٨/ ٤٥٧).
(٥) العدة شرح العمدة (٢/ ١٨٦).
(٦) شرح النووي (٧/ ١٧٠).
(٧) الشرح الكبير (١٠/ ٤٩).
(٨) مجموع الفتاوى (٣/ ٤٥٤)، (٣/ ٣٨٢)، (٣/ ٥٤٤)، (٣/ ٥٤٧).
(٩) انظر: مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (٥/ ٤٠١)، طرح التثريب (٧/ ٢١٨)، الفروع (٦/ ١٥٤)، سبل السلام (٢/ ٣٧٦)، وسيأتي نقل نصوصهم في المسألة الخامسة عشرة تحت عنوان: "البغاة متى خرجوا ظلمًا على إمام عادل واجب الطاعة صحيح الإمامة وخالفوا رأي الجماعة وشقوا عصا الطاعة فقد وجب قتالهم بعد إنذارهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>