كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي - ط الفضيلة

الباب الأول: مسائل الإجماع في أسباب التملك والكسب - ٩] حريم البئر والعين في الأرض الموات - ج: 2 - ص: 100

• الموافقون على الإجماع:

وافق على هذا الإجماع: المالكية، والشافعية، والحنابلة، وابن حزم من الظاهرية (١).

• مستند الإجماع: يستند الإجماع إلى عدة أدلة، منها:

الأول: عن عبد اللَّه بن مغفل (٢) -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من حفر بئرا فله أربعون ذراعا عطنا (٣) لماشيته" (٤).

الثاني: عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حريم البئر البدي (٥) خمسة وعشرون ذراعا، وحريم البئر العادية (٦) خمسون ذراعا، وحريم العين السائحة (٧) ثلاثمائة ذراع، وحريم عين الزرع ستمائة ذراع" (٨).

---

(١) "المدونة" (٤/ ٤٦٨)، "الكافي" لابن عبد البر (ص ٤٩٤)، "جامع الأمهات" (ص ٤٤٤)، "الأحكام السلطانية" (ص ٢٢٦)، "روضة الطالبين" (٥/ ٢٨٣)، "السراج الوهاج" (ص ٢٩٨)، "مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح" (٣/ ١١٤)، "الفروع" (٤/ ٥٥٥)، "شرح الزركشي" (٢/ ١٩٤)، "المحلى" (٧/ ٨١).
(٢) عبد اللَّه بن مغفل بن عبد غنم وقيل: عبد نهم بن عفيف المزني أبو سعيد وأبو زياد، سكن البصرة، وهو أحد البكائين في غزوة تبوك، وشهد بيعة الشجرة، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر ليفقهوا الناس بالبصرة، وهو أول من دخل من باب مدينة تستر، ومات بالبصرة سنة تسع وخمسين. "الاستيعاب" (٣/ ٩٩٦)، "أسد الغابة" (٣/ ٣٩٥)، "الإصابة" (٤/ ٢٤٢).
(٣) عطن الماشية هو: مباركها، وأصله يكون حول الماء لتعاد للشرب والري، وقد يكون العطن عند غير الماء. ينظر: "مشارق الأنوار" (٢/ ٨١)، "العين" (٢/ ١٤)، "النهاية" (٣/ ٢٥٨).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢٤٨٦)، (٤/ ١١٦)، والدارمي في "مسنده" (٢٦٢٦)، (٢/ ٣٥٣).
قال البوصيري: [مدار الحديث فيه على إسماعيل بن مسلم المكي، وقد تركه ابن مهدي وابن المبارك ويحيى القطان والنسائي، وضعفه البخاري وابن الجارود والعقيلي وغيرهم]. "مصباح الزجاجة" (٣/ ٨٥). وينظر: "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" (٣/ ٨٥).
(٥) البئر البديء بهمزة في آخره، وهي متروكة عند الأكثر، هي: البئر التي حفرت في الإسلام حديثة في أرض موات. ينظر: "لسان العرب" (١/ ٢٩).
(٦) البئر العادية هي: القديمة التي لا يعلم لها رب، ولا حافر. "لسان العرب" (١/ ٢٩).
(٧) السائحة من السيح وهو: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض. "المحكم والمحيط الأعظم" (٣/ ٤٢٤)، "لسان العرب" (٢/ ٤٩٢).
(٨) أخرجه الدارقطني في "سننه" (٦٣)، (٤/ ٢٢٠)، والحاكم في "مستدركه" (٧٠٤١)، =