للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• مستند الإجماع: يستند الإجماع إلى عدة أدلة، منها:

الأول: عن سليمان بن أبي مسلم (١) قال: سألت أبا المنهال (٢) عن الصرف يدا بيد؟ فقال: اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة، فجاءنا البراء بن عازب فسألناه؟ فقال: فعلت أنا وشريكي زيد بن أرقم (٣)، وسألنا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، فقال: "ما كان يدا بيد فخذوه، وما كان نسيئة فذروه" (٤).

الثاني: عن مالك بن أوس (٥) أنه التمس صرفا بمائة دينار، فدعاني طلحة بن عبيد اللَّه، فتراوضنا حتى اصطرف مني، فأخذ الذهب يقلبها في يده، ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة، وعمر يسمع ذلك، فقال: واللَّه لا تفارقه حتى تأخذ منه، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء" (٦).

الثالث: عن أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تبيعوا الذهب


(١) سليمان بن أبي مسلم عبد اللَّه المكي الأحول، خال عبد اللَّه بن أبي نجيح، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، "تهذيب الكمال" (١٢/ ٦٢)، "تاريخ الإسلام" (٨/ ١٢٣).
(٢) عبد الرحمن بن مطعم البناني أبو المنهال المكي، روى عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم وابن عباس وغيرهم من الصحابة، ووثقه أبو زرعة، وروى له الجماعة. مات عام (١٠٦ هـ). "الجرح والتعديل" (٥/ ٢٨٤)، "تهذيب الكمال" (١٧/ ٤٠٦).
(٣) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الخزرجي أبو عمر، استصغره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم أحد، وشهد الخندق، وغزا سبع عشرة غزوة مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو الذي سمع عبد اللَّه بن أبي يقول: ليخرجن الأعز منها الأذل، فأخبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأنكر عبد اللَّه، فأنزل اللَّه تصديق زيد، شهد صفين مع علي. مات بالكوفة عام (٦٦ هـ)، وقيل: (٦٨ هـ). "الاستيعاب" (٢/ ٥٣٥)، "أسد الغابة" (٢/ ٣٤٢)، "الإصابة" (٢/ ٥٨٩).
(٤) أخرجه البخاري (٢٤٩٧، ٢٤٩٨)، (ص ٤٧٢).
(٥) مالك بن أوس الحَدَثَان بن الحارث أبو سعد النصري - بالنون - الحجازي المدني، أدرك حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحدث عن عمر وعلي وعثمان وغيرهم، شهد الجابية وفتح بيت المقدس مع عمر، وكان عريفا في زمن عمر، وهو ثقة معروف بالفصاحة، قليل الحديث. توفي عام (٩٢ هـ). "سير أعلام النبلاء" (٤/ ١٧٢)، "تهذيب الكمال" (٢٧/ ١٢١).
(٦) أخرجه البخاري (٢١٧٤)، (ص ٤٠٧)، ومسلم (١٥٨٦)، (٣/ ٩٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>