للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم القصاص، فاتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقصاص، فقال أنس بن النضر (١) -عم أنس بن مالك-: لا واللَّه لا تكسر سنها يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أنس! كتاب اللَّه القصاص" فرضي القوم، وقبلوا الأرش، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبره" (٢).

• وجه الدلالة: أن هذه جناية أوجبت القصاص من الربيع، ولما عفا القوم ورضوا بالأرش، أقرهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليه.

الثالث: عن أبي شريح الكعبي (٣) -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ". . . إنكم معشر خُزَاعة (٤) قتلتم هذا القتيل من هذيل (٥)، وإني عاقله، فمن قُتِل له قتيلٌ بعد اليوم، فاهله بين خيرتين: إن أحبوا قتلوا، وإن أحبوا أخذوا العقل" (٦).


= أنس بن مالك، وأم حارثة بن سراقة المستشهد بين يدي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في بدر. "طبقات ابن سعد" (٨/ ٤٢٤)، "الاستيعاب" (٤/ ١٨٣٨)، "أسد الغابة" (٧/ ١٠٩)، "الإصابة" (٧/ ٦٤٢).
(١) أنس بن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي، عم أنس بن مالك، غاب عن قتال بدر، ففال: يا رسول اللَّه غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللَّه لئن أشهدني اللَّه قتال المشركين ليرين اللَّه ما أصنع، فلما كان يوم أحد، انكشف المسلمون، واستقبله سعد بن معاذ فقال: أي سعد هذه الجنة ورب أنس، إني أجد ريحها دون أحد، قال سعد: فما قدرت على ما صنع. فقتل يومئذ، "الاستيعاب" (١/ ١٠٨)، "الإصابة" (١/ ١٣٢).
(٢) أخرجه البخاري (٢٧٠٣)، (ص ٥١٥)، ومسلم (١٩٠٣)، (٣/ ١٢٠١)، واللفظ للبخاري.
(٣) خويلد بن عمرو - على الصحيح - أبو شريح الكعبي الخزاعي، أسلم قبل الفتح، وكان يحمل ألوية بني كعب بن خزاعة يوم الفتح، كان من عقلاء أهل المدينة. توفي عام (٦٨ هـ) "طبقات ابن سعد" (٤/ ٢٩٥)، "الاستيعاب" (٤/ ١٦٨٨)، "الإصابة" (٧/ ٢٠٤).
(٤) خزاعة: قبيلة من بني عمرو بن ربيعة، وهو أول من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام، وهي حي من حارثة، سموا بذلك؛ لأنهم ساروا مع قومهم من مأرب فانتهوا إلى مكة فتخزعوا عنهم فأقاموا، وسار الآخرون إلى الشام. "تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ٥٦٢).
(٥) هذيل: قبيلة تنسب إلى هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن معد، تفرقت في البلاد، وديارهم بالسروات، وأهل النخلة وهي: قرية على ستة فراسخ من مكة على طريق الحاج أكثر أهلها منهم. "الأنساب" (٥/ ٦٣١)، "تاريخ ابن خلدون" (٢/ ٣٨٢).
(٦) أخرجه الشافعي في "المسند" (ص ٢٠٠)، والترمذي (١٤٠٦)، (٤/ ١٤)، والطبري في "تهذيب الآثار" (٣٣)، (١/ ٢٩)، والبيهقي في "الكبرى" (١٥٨١٩)، (٨/ ٥٢). قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>