للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الأمة المستامة (١).

• الخلاف في المسألة: منع قوم النظر إلى المخطوبة مطلقًا إلا لذي زوج أو رحم محرم منها، وأن وجهها وكفيها بمنزلة جسدها، فلا يجوز أن ينظر إليهما (٢).

ونسبه الماوردي إلى المغربي (٣) (٤)؛ والعيني إلى يونس بن عبيد (٥)، وإسماعيل بن عُليّة (٦)، وقوم من أهل الحديث (٧). وقال النووي: وحكى القاضي عن قوم كراهته (٨).

• أدلة من منع النظر إلى المخطوبة مطلقًا:

١ - عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" (٩).

٢ - عن جرير بن عبد اللَّه (١٠) -رضي اللَّه عنه- قال: سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-عن نظر الفجأة،


(١) "المغني" (٩/ ٤٨٩)، و"الحاوي" (١١/ ٥٣).
والأمة المستامة: هي الأمة المراد بيعها، فيأتي من يريد شراءها فينظر إليها، ويعرض مبلغًا لشراءها. انظر: "لسان العرب" (١٢/ ٣١٤)، و"النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٣٨٢).
(٢) انظر: "عيون المجالس" (٣/ ١٠٣٢)، و"شرح مسلم" للنووي (٩/ ١٧٧)، و"عمدة القاري" (٢٠/ ١١٩).
(٣) قال محقق "الحاوي" للماوردي: المغربي هو يحيى بن يحيى الليثي (٢٣٤ هـ)، ناشر مذهب مالك بالأندلس والمغرب، ولم أجد في ترجمته من سماه بالمغربي. ولم أعرف المغربي الذي ذكره الماوردي.
(٤) "الحاوي" (١١/ ٥٢).
(٥) هو يونس بن عبيد، شيخ البصرة، من التابعين؛ رأى أنس بن مالك، وأخذ عن الحسن البصري وابن سيرين وطبقتهما، كان ذكيًّا حافظًا؛ قال: ما كتبت شيئًا قط. وكان إمامًا علمًا، وحافظًا مقدمًا، ومتقنًا محررًا، توفي سنة (١٣٩ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (ص ٩٥)، و"شذرات الذهب" (١/ ٢٠٧).
(٦) هو أبو بشر إسماعيل ابن عُلَيَّة الأسدي، مولاهم، واسم أبيه إبراهيم بن مقسم، وعُليّة أمه، يعد من أفضل أهل زمانه في علم الحديث، قال الإمام أحمد: إليه المنتهى في التثبت. وقال ابن معين: كان ثقة ورعًا تقيًّا. وقال شعبة: ابن علية سيد المحدثين، توفي سنة (١٩٣ هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (١/ ٢٤١)، و"شذرات الذهب" (١/ ٣٣٣).
(٧) "عمدة القاري" (٢٠/ ١١٩).
(٨) "شرح مسلم" (٩/ ١٧٧).
(٩) أخرجه أبو داود (٢١٤٩) (٢/ ٢٤٦). والترمذي (٢٧٨٥) (٤/ ٣٥٥). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(١٠) هو جرير بن عبد اللَّه بن جابر البجلي، أسلم قبل وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأربعين يومًا، وكان حسن الصورة، قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>