للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحنفية (١)، والمالكية (٢).

ثانيًا: ما ذكره الجمهور من الاتفاق على أن الملاعنة تحرم على زوجها الذي لاعنها تحريمًا مؤبدًا، إن أكذب نفسه، وافق عليه أبو يوسف، وزفر، والحسن بن زياد (٣) من الحنفية (٤)، والمالكية (٥).

• مستند الاتفاق:

١ - عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المتلاعنان إذا تفرقا لا يجتمعان" (٦).

٢ - قول عمر، وسهل بن سعد (٧)، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود: "مضت السنة في المتلاعنين أن يفرق بينهما، ثم لا يجتمعان أبدًا" (٨).

• الخلاف في المسألة: أولًا: ذهب عثمان البتي (٩) أن اللعان لا يتعلق به فرقة


(١) "بدائع الصنائع" (٥/ ٥٣)، "فتح القدير" (٤/ ٢٨٨).
(٢) "المعونة" (٢/ ٦٦٠)، "التفريع" (٢/ ١٠٠).
(٣) هو الحسن بن زياد اللؤلؤي، صاحب الإمام أبي حنيفة، أخذ عنه، وعن أبي يوسف، وزفر، وكان محبًّا للسنة واتباعها، ولي القضاء، وكان عالمًا بالروايات عن أبي حنيفة، توفي سنة (٢٠٤ هـ). انظر ترجمته في: "الجواهر المضية" (٢/ ٥٦)، "تاج التراجم" (١٥٠).
(٤) "بدائع الصنائع" (٥/ ٥٣)، "فتح القدير" (٤/ ٢٨٨).
(٥) "المعونة" (٢/ ٦٦٠)، "التفريع" (٢/ ١٠٠).
(٦) أخرجه الدارقطني (٣٦٦٤) (٣/ ١٩٢)، والبيهقي في "الكبرى" (٧/ ٤٠٩). وقال: إسناده صحيح.
(٧) هو سهل بن سعد بن مالك الخزرجي، كان اسمه حزنًا، فسماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سهلًا، شهد قضاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المتلاعنين، مات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعمره خمس عشرة سنة، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، توفي سنة (٩١)، وقيل: (٩٦ هـ). انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٢/ ٥٧٥)، "الإصابة" (٣/ ١٦٧).
(٨) قول عمر: أخرجه البيهقي (٧/ ٤١٠)، وقول سهل: أخرجه الدارقطني (٣٦٦٢) (٣/ ١٩٢)، والبيهقي (٧/ ٤١٠)، وقول علي وابن عباس: أخرجه الدارقطني (٣٦٦٥) (٣/ ١٩٣)، والبيهقي (٧/ ٤١٠)، وقول ابن مسعود: أخرجه الدارقطني (٣٦٦٦) (٣/ ١٩٣)، وصحح الألباني هذه الآثار عن هؤلاء الصحابة إلا ما ورد عن علي؛ فإنه قال: ما ورد عن علي؛ فيه قيس بن الربيع، وهو ضعيف. لكن يشهد له ما قبله فإنها ثبتت بأسانيد صحيحة. انظر: "إرواء الغليل" (٧/ ١٨٧ - ١٨٨).
(٩) هو أبو عمرو عثمان بن مسلم البتي البصري، روى عن أنس، والشعبي، وأخذ عنه شعبة، والثوري، وحماد ابن سلمة، كان ثقة، له أحاديث، وكان صاحب رأي وفقه، توفي سنة (١٤٣ هـ). انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (٧/ ١٥٣)، "الوافي بالوفيات" (٣/ ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>