كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي - ط الفضيلة

الفصل الخامس: مسائل الإجماع في الشروط في النكاح - [٥ - ٨٥] تحريم نكاح المتعة - ج: 3 - ص: 294

الخدري، وعمران بن حصين، وجابر بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عباس، وعمرو بن حريث (١)، ومعاوية، وسلمة (٢) ومعبد ابني أمية بن خلف. وعليه أكثر أصحاب عطاء وطاوس، وبه قال ابن أبي مليكة (٣)، وابن جريج (٤) (٥).

• أدلة هذا القول:

١ - قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: ٣].

• وجه الدلالة: الأمر بالنكاح على عمومه في المتعة المقدرة، والنكاح المؤبد (٦).

٢ - وقال تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} [النساء: ٢٤]. وفي قراءة ابن مسعود: {فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن} (٧).

• وجه الدلالة: هذا نص في إباحتها، وقراءة ابن مسعود أبلغ في الإباحة (٨).

٣ - عن جابر -رضي اللَّه عنه- وسلمة بن الأكوع -رضي اللَّه عنه- قالا: خرج منادي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أذن لكم أن تستمتعوا. يعني: متعة النساء (٩).

---

(١) هو أبو سعيد عمرو بن حريث بن عمرو المخزومي القرشي، له ولأبيه صحبة، وكان عمره لما توفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- اثنتي عشرة سنة، شهد القادسية، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، سكن الكوفة، ومات بها سنة (٨٥ هـ). انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٤/ ٢٠٠)، "الإصابة" (٤/ ٥١٠).
(٢) هو سلمة بن أمية بن خلف الجمحي، سكن مكة، استمتع بامرأة فولدت له، فجحد ولده، فبلغ ذلك عمر، فنهى عمر عن المتعة، وكان هو وأخوه معبد ممن ثبت على تحليل المتعة، قاله ابن حجر. انظر ترجمته في: "الإصابة" (٣/ ١٢١)، (٦/ ١٣٠)، "سير أعلام النبلاء" (٣/ ٣٢٦).
(٣) هو عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة زهير التيمي، أخذ عن عائشة، وأسماء، وابن عباس وغيرهم، وكان عالمًا، مفتيًا، صاحب حديث وإتقان، معدود في طبقة عطاء وقد ولي القضاء لابن الزبير والأذان أيضًا، توفي بمكة سنة (١١٩ هـ). انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (٥/ ٨٨)، "طبقات الفقهاء" (ص ٥٨).
(٤) هو أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي المكي، مولى بني أمية، أخذ عن عطاء وطبقته، وهو أول من صنَّف الكتب بالحجاز، قال الإمام أحمد: كان من أوعية العلم، ولم يطلب العلم إلا في الكهولة، ولو طلبه في شبابه لأخذ عن بعض الصحابة. توفي سنة (١٥٠ هـ). انظر ترجمته في: "طبقات الفقهاء" (ص ٦٠)، "شذرات الذهب" (١/ ٢٢٦).
(٥) انظر: "الإشراف" (١/ ٦١)، "الحاوي" (١١/ ٤٤٩)، "المغني" (١٠/ ٤٦)، "المحلى" (٩/ ١٢٩)، "الاستذكار" (٥/ ٥٠٥ - ٥٠٦)، "الجامع لأحكام القرآن" (٥/ ١١٦)، "شرح مسلم" للنووي (٩/ ١٥٢).
(٦) "الحاوي" (١١/ ٤٤٩).
(٧) سبق تخريجه.
(٨) "الحاوي" (١١/ ٤٤٩).
(٩) أخرجه مسلم (١٤٠٥) "شرح النووي" (٩/ ١٥٩).