للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إجابة الدعوة واجبة، سواء قلنا بوجوب الوليمة أو باستحبابها (١).

٢ - أن في إجابة الدعوة تآلفًا، وفي تركها ضررًا وتقاطعًا (٢).

• الخلاف في المسألة: أولًا: ذهب الحنفية في قول (٣)، والمالكية في المذهب كما قال اللخمي (٤) (٥)، والشافعية في أحد الوجهين (٦)، وقول لبعض الحنابلة (٧)، اختاره ابن تيمية (٨)، إلى القول باستحباب إجابة الدعوة إلى وليمة العرس.

• دليل هذا القول: حملوا الأمر الوارد في الأحاديث التي فيها إجابة الدعوة على الاستحباب (٩).

ثانيًا: ذهب الشافعية في وجه آخر (١٠)، والحنابلة في قول (١١)، إلى أن إجابة الدعوة في وليمة العرس فرض كفاية.

• دليل هذا القول: أن المقصود من الوليمة ظهورها وانتشارها، ليقع الفرق بين النكاح والسفاح، فإذا وجد المقصود بمن حضر، سقط الوجوب عمن تأخر (١٢).

النتيجة: عدم تحقق الإجماع على وجوب إجابة الدعوة في وليمة العرس؛ لما يأتي:

١ - وجود خلاف عن الحنفية في قول، والمالكية في المذهب، والشافعية في وجه، وقول عند الحنابلة بأن إجابة الدعوة في وليمة العرس مستحبة.


(١) "الحاوي" (١٢/ ١٩٣)، "المغني" (١٠/ ١٩٣).
(٢) "الحاوي" (١٢/ ١٩٣).
(٣) "الفتاوى الهندية" (٥/ ٣٤٣)، "حاشية ابن عابدين" (٩/ ٥٠١).
(٤) هو أبو الحسن علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي، كان فقيهًا فاضلًا، دينًا، متفننًا، حاز رياسة إفريقية جملة، وتفقه به جماعة، له تعليق كبير على "المدونة" سماه: "التبصرة"، له اختيارات كثيرة خرج بها عن المذهب، توفي سنة (٤٧٨ هـ). انظر ترجمته في: "الديباج المذهب" (ص ٢٩٨)، "شجرة النور الزكية" (١/ ١٧٣).
(٥) "الذخيرة" (٤/ ٤٥١)، "القوانين الفقهية" (ص ١٩٤).
(٦) "العزيز شرح الوجيز" (٨/ ٣٤٥)، "روضة الطالبين" (٦/ ٣١٧).
(٧) "الإنصاف" (٨/ ٣١٨)، "الفروع" (٨/ ٣٦٠).
(٨) "الإنصاف" (٨/ ٣١٨).
(٩) "العزيز شرح الوجيز" (٨/ ٣٤٥)، "المغني" (١٠/ ١٩٣).
(١٠) "البيان" (٩/ ٤٨٣)، "روضة الطالبين" (٦/ ٣١٧).
(١١) "الإنصاف" (٨/ ٣١٨)، "الفروع" (٨/ ٣٦١).
(١٢) "الحاوي" (١٢/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>