للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب: "من جاء مُسْتَتِرًا إلى حِرْزٍ فأخذ منه ما ليس له" (١).

وقال الفيروزآبادي (٢): "سرق منه الشيء يسرق سَرَقًا. . .: جاء مستترا إلى حرز فأخذ مالًا لغيره" (٣).

وقال التهانوي (٤): "سرق منه شيئًا: أي جاء مستترًا إلى حرز فأخذ مال غيره" (٥).

وبهذا يتبيَّن أن السرقة في الإطلاق اللغوي تتضمن ثلاثة أمور:

الأول: أن يأخذ الإنسان ما ليس له.

الثاني: أن يكون الأخذ بخفية.

الثالث: أن يأخذه من حرز.

أما ما زاد على هذه القيود الثلاثة كتقدير الشيء المسروق بنصاب معيَّن فغير وارد في حد السرقة عند أهل اللغة، بل تطلق حتى على أخذ الشيء التافه.

وقد نقل ابن حزم إجماع أهل اللغة على عدم اعتبار الحرز في تعريف


(١) انظر: لسان العرب، مادة: (سرق)، (١٠/ ١٥٥)، تاج العروس، مادة: (سرق)، (٢٥/ ٤٤٣).
(٢) هو أبو طاهر، محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي، من أئمة اللغة والأدب، ولد بكارزين من أعمال شيراز، ثم انتقل إلى العراق، ورحل إلى مصر والشام، ودخل بلاد الروم والهند، ثم رحل إلى زبيد، فسكنها وولي قضاءها واشتهر في الآفاق، حتى كان مرجع عصره في اللغة والحديث والتفسير، من مصنفاته: "القاموس المحيط"، و"المغانم المطابة في معالم طابة"، وغيرها، ولد عام (٧٢٩ هـ)، وتوفي عام (٨١٨ هـ). انظر: ذيل التقييد ١/ ٢٧٦، طبقات الشافعية ٤/ ٦٣، طبقات المفسرين ٣١٢.
(٣) القاموس المحيط للفيروزآبادي (١١٥٣).
(٤) هو محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمد صابر الفاروقي التهانوي، حنفي المذهب، هندي الأصل، من كتبه: "كشاف اصطلاحات الفنون"، و"سبق الغايات في نسق الآيات"، توفي سنة (١١٥٨ هـ). انظر: الأعلام ٦/ ٢٩٥، معجم المؤلفين ١١/ ٤٧، هدية العارفين في أسماء المؤلفين لإسماعيل البغدادي ٣/ ٣٦١.
(٥) كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم للتهانوي (١٦٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>