للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمأرب (١)، فقطعه له، فلما ولَّى، قال رجل في المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما قطعت له الماء العِدّ (٢)، قال: فانتزعه منه (٣).

الثاني: أن هذه المعادن تتعلق بها مصالح المسلمين العامة، فلم يجز إحياؤها، ولا إقطاعها، كمشارع الماء، وطرقات المسلمين (٤).

الثالث: قال ابن عقيل (٥): [هذا من مواد اللَّه الكريم، وفيض جوده الذي لا غناء عنه، فلو ملكه أحد بالاحتجاز، ملك منعه، فضاق على الناس، فإن أخذ العوض عنه أغلاه، فخرج عن الموضع الذي وضعه اللَّه من تعميم ذوي الحوائج من غير كلفة] (٦).

النتيجة: الإجماع في المسألة؛ وذلك لعدم المخالف فيها.


= عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الصدقة، ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة. "الاستيعاب" (١/ ١٣٨)، "أسد الغابة" (١/ ١٦٣)، "الإصابة" (١/ ٢٣).
(١) مأرب هي: بلاد الأزد باليمن، قال السهيلي: مأرب اسم قصر كان لهم، وقيل هو: اسم لكل ملك كان يلي سبأ كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت. "معجم البلدان" (٥/ ٣٤).
(٢) الماء العد هو: الماء الكثير الجري الذي لا انقطاع لمادته كماء العين والبئر المعينة. "تفسير غريب ما في الصحيحين" (١/ ٣٩٧)، "الفائق" (٢/ ٤٠٠).
(٣) أخرجه أبو داود (٣٠٥٩)، (٣/ ٥٠٣)، والترمذي (١٣٨٠)، (٣/ ٦٦٤)، والنسائي في "الكبرى" (٥٧٣٣)، (٥/ ٣٢٦)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٤٩٩)، (١٠/ ٣٥١). قال الترمذي: [حديث أبيض حديث غريب]. قال ابن عدي لما ذكر محمد بن يحيى بن قيس: [أحاديثه منكرة مظلمة]. "الكامل" (٦/ ٢٣٤). وقال الذهبي عند ترجمة يحيى بن قيس: [هذا إسناد لا تنهض به الحجة]. "ميزان الاعتدال" (٧/ ٢١٢).
(٤) "المغني" (٨/ ١٥٥)، "بدائع الصنائع" (٦/ ١٩٤).
(٥) علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد أبو الوفاء البغدادي الحنبلي، ولد عام (٤٣١ هـ) أحد مشاهير الحنابلة، أكثر من التصنيف، له: "طفاية المفتي"، "المفردات"، "الفنون"، قيل: أنه كان في ثمانمائة مجلد. توفي عام (٥١٣ هـ)، "طبقات الحنابلة" (٢/ ٢٥٩)، "ذيل طبقات الحنابلة" (١/ ١٤٢)، "سير أعلام النبلاء" (١٩/ ٤٤٣).
(٦) "المغني" (٨/ ١٥٦)، "المبدع" (٥/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>