للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني:

١ - قوله: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: ٢١]، معناه: وقد خلا بعضكم ببعض؛ لأن الإفضاء مأخوذ من الفضاء، وهو الموضع الخالي الواسع، فلا حاجز فيه يمنع من إدراك ما فيه، فكأن المراد منه الخلوة التي لا مانع من إدراك ما عقد الرجل عليه من المرأة، قاله الفراء (١) (٢).

٢ - عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (٣) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من كشف خمار امرأة، ونظر إليها فقد وجب الصداق، دخل بها، أو لم يدخل بها" (٤).

• وجه الدلالة: هذا نص في المسألة، فيجب المصير إليه (٥).

٣ - عن زرارة بن أوفى (٦) أنه قال: قضى الخلفاء الراشدون المهديون أن من أغلق بابًا، وأرخى سترًا فقد وجب المهر، ووجبت العدة (٧).

٤ - عن عمر وعلي -رضي اللَّه عنهما- قالا: من أغلق بابًا، وأرخى سترًا، فلها الصداق كاملًا،


(١) هو أبو زكريا يحيي بن زياد الفراء، من أهل الكوفة، أخذ عن الكسائي وغيره، كان إمامًا في العربية، فقيهًا، عالمًا بالخلاف، وبأيام العرب، عارفًا بالطب، يميل إلى الاعتزال، توفي في طريق مكة سنة (٢٠٧ هـ). انظر ترجمته في: "مراتب النحويين" (ص ٨٦)، "نزهة الألباء" (ص ٩٠).
(٢) "الحاوي" (١٢/ ١٧٤)، وانظر: "لسان العرب" (١٥/ ١٥٧).
(٣) هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري، أحد التابعين، وثّقه النسائي، وأبو زرعة، وغيرهما، وقال أبو حاتم: لا يسأل عن مثله. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (٧/ ٣١٢)، "تهذيب التهذيب" (٩/ ٢٩٤).
(٤) أخرجه أبو داود في "المراسيل" (١/ ١٨٥)، والدارقطني (٣٧٨٠) (٣/ ٢١٣)، والبيهقي في "الكبرى" (٧/ ٢٥٦).
قال البيهقي: هذا مرسل؛ لأنه من رواية محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ وهو تابعي، وقال أيضًا: وهو منقطع، وبعض رواته غير محتج بهم. وقال ابن حجر: في إسناده ابن لهيعة، مع إرساله، لكن أخرجه أبو داود في "المراسيل" من طريق ابن ثوبان، ورجاله ثقات. انظر: "التلخيص الحبير" (٣/ ١٩٣).
(٥) "الحاوي" (١٢/ ١٧٤).
(٦) هو أبو حاجب زرارة بن أوفى العامري، قاضي البصرة، ومن كبار علمائها، قرأ في صلاة الفجر: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩)} فخرّ ميتًا, سنة (٩٣ هـ). انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (٤/ ٥١٥)، "شذرات الذهب" (١/ ١٠٢).
(٧) أخرجه البيهقي (٧/ ٢٥٥)، وعبد الرزاق (١٠٨٧٥) (٦/ ٢٨٨). قال البيهقي: وهذا مرسل؛ لأن زرارة لم يدرك الخلفاء الراشدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>