كذا قال! ولست أدري من أبو عبد الله الأنصاري عنده حتى جعله من رجال الصحيح! فإن المزي وغيره لم يذكروا أحداً بهذه الكنية في ترجمة معاوية بن صالح - وهو: أبو عمرو الحضرمي - وقد ترتب من هذا الوهم وهم آخر، أو وهمان من بعضهم، فقال المعلق على "مسند أبي يعلى"(٨/٢٨٩) :
"منقطع، معاوية بن صالح لم يسمع أبا عبد الله - وهو: الجدلي - "! وقلده في ذلك المعلق على "المقصد العلي". وفي ظني أن منشأ هذا الوهم إنما هو قول الهيثمي المتقدم، فإنه استلزم منه أن رجاله ثقات، وغض النظر عن كونه ليس من رجال الصحيح، فرجع إلى كنى " التهذيب"، فوجد فيها (أبو عبد الله الجدلي) ، وأنه روى عن (عائشة) ، فألقي في نفسه أنه (الأنصاري) ، ففسره به كما تقدم:(وهو: الجدلي) ، وجمع بين النسبين مقلده - وهو أجهل منه - فقال:
" ... معاوية بن صالح لم يسمع من أبي عبد الله الجدلي الأنصاري". مع أنهما رأيا أمامهما في "مسند أبي يعلى" تصريحه بالسماع بقوله:
"حدثني أبو عبد الله الأنصاري".
وكذلك صرح في "تاريخ البخاري"، وقد فرق هو وابن أبي حاتم بينه وبين (الجدلي) ، فترجما لهذا في "الأسماء" بـ (عبد بن عبد) ، ويقال:(عبد الرحمن ابن عبد) أبو عبد الله الجدلي.
وثمة احتمال آخر، أنه استلزم ذلك من كون هذه النسبة (الجدلي) هي نسبة