خلافا لما يشعره صنيع الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى:" فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا "، قال (٣/١٢٩) : وذلك لأن التوبة تجب ما قبلها، وفي الحديث الآخر:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
فقوله: الحديث الآخر يعطي أن الذي قبله حديث، فهو في تعبيره الحديث الأول، ولذلك تورط بكلامه هذا الشيخ الرفاعي فأورده في فهرس " الحديث الشريف "! من " مختصره "(٢/٦١٩) ، وليس هذا فقط بل ووضع بجانبه قوله: صح!! وكذلك فعل في الحديث الآخر، وهذا الخطب فيه سهل، فإنه معروف في بعض كتب السنة، وقد حسنته في " صحيح الجامع الصغير "(٣٠٠٥) بخلاف هذا فإني لا أعرف له أصلا البتة، ومع ذلك فقد صححه المذكور، هداه الله.
وفي ظني أن الحديث التبس أمره على ابن كثير ومختصره بالحديث الصحيح:" إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها " زاد في رواية:
" وإن الحج يهدم ما كان قبله "، وهو مخرج في " الإرواء "(١٢٨٠) .