قلت: فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة - على مخالفة جرير في هذه الزيادة - دليل واضح على أنها غير محفوظة؛ فهي شاذة. ويؤكد ذلك عدم ورودها في الطرق التي سبقت الإشارة إليها آنفاً عن أبي هريرة.
٥٣٤٥ - (من مشى في حاجة أخيه؛ كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله؛ جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(١/ ١٩١/ ١ - مصورة الجامعة الإسلامية، ورقم ٧٤٦٢ - نسختي وترقيمي) ، والبيهقي في "الشعب"(٣/ ٤٢٤/ ٣٩٦٥) من طريق أحمد بن خالد الخلال: أخبرنا الحسن بن بشر قال: وجدت في كتاب أبي: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن عطاء عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
ومن هذا الوجه: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(١/ ٨٩-٩٠) ، والخطيب في "التاريخ"(٤/ ١٢٦-١٢٧) ، وقال:
"غريب؛ لا أعلم رواه عن عطاء غير ابن أبي رواد"!
قلت: وهذا يشعر بأن من دونه قد توبع! وليس كذلك كما يفيده قول الطبراني عقبه:
"لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد إلا بشر بن سلم البجلي، تفرد به ابنه".
قلت: ابنه - الحسن بن بشر - من شيوخ البخاري، وقد تكلم في حفظه؛ قال الحافظ في "التقريب":