الأولى: أن الحديث في " المعجم الكبير " وليس في " الأوسط "، هو يرجح ما في " الترغيب " على ما في " المجمع ".
والآخر: أن صحابي الحديث ليس هو عبد الله بن عصمة بن فاتك، وإنما هو عصمة بن مالك، ويؤيده أن هذا مذكور في الصحابة. وقال الحافظ في " الإصابة ":
" له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما، مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدا ".
قلت: وقد عرفت من تخريج الهيثمي المتقدم أن الحديث من طريق الفضل هذا. فذلك يؤكد أن صحابي الحديث عصمة بن مالك، وأن المنذري والهيثمي وهما حين جعلاه: عبد الله بن عصمة بن فاتك، وهو شخص خيالي لا وجود له في الصحابة. ومن المحتمل أن يكون الحديث عند الطبراني من رواية عبد الله بن عصمة عن أبيه، فلم يتنبه المنذري لكلمة (عن أبيه) فعزاه لابنه عبد الله، ثم قلده الهيثمي كما هي عادته على الغالب، والجزم بهذا الاحتمال أو نفيه متوقف على صدور مجلد الطبراني " الكبير " ولعل ذلكل يكون قريبا.
ولتمام البحث رجعت للمرة الثانية إلى فهرسي المشار إليه آنفا في صحابة " المعجم الأوسط " فراجعته لعلي أجد فيه عصمة بن مالك، فلم أره. والله أعلم.
ثم وجدت حديث عصمة بن مالك في " المعجم الكبير " للطبراني، فاقتضى ذلك إعادة تخريج الحديث برقم (٦٦٥٤) .
٢٦٤٦ - (إذا عطس الرجل والإمام يخطب يوم الجمعة فيشمت) .