(أولية الدخول) دون سائر طرق الحديث على ضعفها كلها ووهائها، وهو مثال صالح من الأمثلة الكثيرة على أن قاعدة تقوية الحديث بكثرة الطرق ليست على اطلاقها كما حققه العلماء، والناشئون في هذا العلم ما بين إفراط وتفريط - كما هو معروف عند العلماء النقاد، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى -.
ولذلك كان هو من هؤلاء العلماء الذين تبعوا الإمام أحمد في قوله بتكذيب هذا الحديث، فقال في " الفتاوى "(١١/ ١٢٨) :
"وما روي: أن ابن عوف يدخل الجنة حبواً، كلام موضوع لا أصل له، فإنه قد ثبت بأدلة الكتاب والسنة أن أفضل الأمة أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان، والعشرة مفضلون على غيرهم ... ".
وأما تلميذه الحافظ الذهبي، فلم يوضح موقفه من هذا الحديث، فإنه بعد أن ضعف اسناده بـ (عمارة بن زاذان) في "السير"(١/ ٧٧ - ٧٨) قال متكلفاً تأويله - وكأنه أخذ برهبة " المسند " -:
" وبكل حال، فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل الجنة حبواً على سبيل الاستعارة وضرب المثل (!) فإن منزلته في الجنة ليست بدون منزلة علي والزبير، رضي الله عن الكل ".
٦٥٩١ - (إني أعجبني لقاكم أمتي! في الجنة. فقلت: أيما؟ قال: الصعاليك المجاهدون في سبيل الله، إني رأيت أحدهم وإنه ليمر بحجبة الجنة فيرمي إليهم بسيفه ويقول: دونكم، لم أعط ما تحاسبوني عليه، ثم يعتق فيدخل الجنة.