١٨٩٤ - " أنزلوا الناس منازلهم ".
ضعيف.
رواه ابن عساكر (١٢ / ٢٠٠ / ١) عن نوح بن قيس عن سلامة الكندي عن
الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب قال: جاءه رجل، فقال: يا أمير
المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أنت
قضيتها حمدت الله وشكرتك، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك، فقال علي
: اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك، فكتب: إني محتاج،
فقال علي: علي بحلة، فأتي بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثم أنشأ يقول:
كسوتني حلة تبلى محاسنها * * * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * * * ولست تبقى بما قد قلته بدلا
إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * * * كالغيث يحي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في زهد تواقعه * * * فكل عبد سيجزى بالذي عملا
فقال علي: علي بالدنانير! فأتي بمائة دينار فدفعها إليه، فقال الأصبغ: فقلت
: يا أمير المؤمنين! حلة ومائة دينار؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: فذكره. قال: وهذه منزلة هذا الرجل عندي. قلت: وهذا
إسناد واه جدا، آفته الأصبغ هذا، فإنه متروك متهم بالكذب. وسلامة الكندي
، كأنه مجهول، أورده ابن أبي حاتم من رواية نوح بن قيس هذا فقط عنه، ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والقصة تلوح عليها لوائح الوضع.
وأما الحديث المترجم له، فقد أخرجه أبو داود، وأبو الشيخ في " الأمثال " (٢٤١) عن عائشة مرفوعا، وإسناده خير من هذا، ولكن فيه علل ثلاثة بينتها في " تخريج المشكاة " رقم (٤٩٨٩ - التحقيق الثاني) . وأحدها الانقطاع، وبه
أعله أبو داود نفسه، وأيده المنذري في " مختصره " (٤٦٧٥) وحسنه السخاوي
لشواهد ذكرها، منها حديث معاذ المتقدم قبل حديث، وهو مع ضعفه البين هناك
يختلف معناه عن هذا.
وأما الحاكم فجزم في " علوم الحديث " (ص ٤٩) بصحة الحديث! ولعل منشأ هذا
الوهم أن مسلما علقه في " مقدمة الصحيح "،وقد أشار لضعفه.