كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة

القسم الثاني - ٦٣٥٤ - ج: 13 - ص: 791

أظنه، ولا أعلم إن كان أحد تعرض لهذا البحث فيما أذكر. والغريب العجيب أن

ابن حبان أورده في "الثقات" (٩/٤٥) قائلاً:

"وروى عنه أبو عقيل"

ووجه الغرابة ليس هو أنه وثقه برواية ثقة عنه، فهذا أمر معروف عنه، وإنما

الوجه أن أبا عقيل هذا - واسمه: يحيى بن المتوكل - ضعيف باتفاقهم، بل قال

ابن حبان نفسه في "الضعفاء" (٣/١١٦) :

"منكر الحديث، ينفرد بأشياء ليس لها أصول ... ".

والخلاصة: أن محمد بن نعيم هذا لم يرو عنه ثقة إلا إسماعيل بن أبي

أويس، فهو مجهول، وهو علة هذا الحديث وليس الراوي عنه. والله أعلم.

٦٣٥٤ - (إذا أَطاقَ الغلامُ صومَ ثلاثةِ أيامٍ، وَجَبَ عليه صومُ رمضانَ) .

منكر.

أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (٣/١١٦) ، وأبو نعيم في "معرفة

الصحابة" (٢/١٧٠/١) ، ومن طريقه الديلمي في "مسند الفردوس" (١/١٠١) من

طريق جبارة بن مغلِّس قال: حدثنا يحيى بن العلاء عن يحيى بن عبد الرحمن

ابن لبيبة عن أبيه عن جده ... مرفوعاً.

قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة، آفته يحيى بن العلاء، متهم بالوضع، وفي ترجمته

ساقه ابن حبان، وقال:

"كان ممن ينفرد عن الثقات بالاشياء المقلوبات التى إذا سمعها من الحديث

صناعته، سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لذلك".

وتقدمت له بعض الأحاديث الموضوعة، فانظر مثلاً الحديث (٤٦ و ٣٢١)

وغيرهما.