والثاني منهما: أنه عزاه لطبراني أيضاً (٢٥/٩٥) من طريق حفص بن غياث
عن هشام وأشعث عن محمد. وليس في هذه الطريق جملة (القرون) مطلقاً لا من
فعل أم عطية، ولا من أمره عليه الصلاة والسلام!
والسبب الآخر: أنني في صدد طبع كتابيَّ: "صحيح موارد الظمآن" و "ضعيف
موراد الظمآن"، وقد استدركت في كل منهما على الهيثمي - مؤلف الأصل "الموراد" -
كثيراً من الأحاديث التي هي على شرطه، ففاته لسبب أو آخر، فتنبهتُ - والكتاب
تحت الطبع (*) - لهذا الحديث أنه مما ينبغي استدراكه أيضاً، فخرجته ليتبين لي في
أي الكتابين ينبغي إدخاله، وقد وضح بعد هذا التخريج والتحقيق - الذي قد لا
تراه في مكان آخر - أنه من حق "ضعيف الموراد".
ثم تنبهت لترجمة ابن حبان للحديث بقوله - بعد أن ساقه من طريق حماد
ابن زيد عن أيوب به مثل رواية الشيخين دون الزيادة -:
"ذكر البيان بان أم عطية إنما مشطت قرنها بأمر المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا من تلقاء
نفسها ".
٦٤٩٧ - (جَاءَ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَبْكِي فَقلتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَا
جَفَّتْ لِي عَيْنٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ جَهَنَّمَ مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ؛ فَيُلْقِيَني فِيهَا) .
موضوع.
أورده السيوطي بهذا اللفظ في "الجامع الكبير" من رواية (هب) عن
أبي عمران الجوني مرسلاً، وسكت عنه كما هي عادته في الغالب، وكذلك هو
في "كنز العمال" (٣/١٤٥/٥٨٩٦) ، وهو قد رواه بالعنى في طرفه الأول - كما
سترى -؛ فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١/٥٢١/٩١٥) من طريق
(*) وقد صدر بعد وفاته رحمه الله. (الناشر) .