وفيه إشعار بأن الذهبي لم يتبن قول ابن عدي هذا، ويؤيده أنه أورد المترجم في " الضعفاء " وقال:
قال البخاري: أحاديثه منكرة، وقال النسائي: متروك.
وقد ساق له في " الميزان " أحاديث مما أنكر عليه، هذا أحدها، ثم قال فيه:
منكر جدا.
ثم ذكر السيوطي للحديثين ثلاث طرق أخرى عن أبي هريرة أحدها واه جدا، والثاني معلول، والثالث ضعيف مع أنه أخطأ في سنده فلابد من سوقها لبيان حقيقة أمرها.
١٠٨٤ - " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث، وهو متكيء على أريكته فيقول: أقرأ قرآنا! ما قيل من قول حسن فأنا قلته ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن ماجه (٢١) : حدثنا علي بن المنذر: حدثنا محمد بن الفضيل: حدثنا المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد واه جدا، رجاله كلهم ثقات غير المقبري، وهو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال البخاري:
تركوه، وكذا قال الذهبي في " الضعفاء ".
نحوه قول الحافظ في " التقريب ":
متروك، وقال يحيى بن سعيد:
جلست إليه مجلسا فعرفت فيه الكذب.
قلت: وهذا الحديث لم يورده البوصيري في " الزوائد " مع أنه على شرطه، فكأنه ذهل عنه، ولذلك لم يتكلم عليه أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه!
ولا محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه عليه! وذكره السيوطي في " اللآليء المصنوعة "(١/٣١٤) شاهدا لحديث ابن بزار المتقدم، وتبعه على ذلك ابن عراق في " تنزيه الشريعة "(١/٦٢٤) ساكتين عليه، ولا يخفى أن حديث مثل هذا المتهم بالكذب لا يصح شاهدا، إنما يصلح لذلك العدل السيئ الحفظ الذي لم يكثر خطؤه ولم يتهم،