قلت: ومنه تعلم تساهل العراقي في قوله في " تخريج الإحياء " (١ / ٦) : " إسناده ضعيف "! وأسوأ منه السيوطي، ثم المناوي، فإن هذا قال في " فيضه ": " رمز المصنف لحسنه، وهو عليه رد، فقد أعله ابن عدي والعقيلي
بعنبسة، ونقل عن البخاري أنهم تركوه ". ثم نكل المناوي عن هذا، فقال في "
التيسير ": " إسناده حسن "! وقلده الغماري كعادته (٤٥٧٩) !
١٩٧٩ - " حجة للميت ثلاثة: حجة للمحجوج عنه وحجة للحاج وحجة للوصي ".
ضعيف.
قال الدارقطني: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن
سليمان ابن فارس حدثنا الحسن بن العلاء البصري حدثنا مسلمة بن إبراهيم حدثنا
هشام بن سعيد عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... كذا في " اللآلىء المصنوعة " (٢ / ٧٣) ذكره شاهدا للحديث المتقدم (١٩٦٤) بلفظ: " إن الله يدخل بالحجة الواحدة ... ". وسكت عليه. وهو سند
ضعيف، فيه من لم أجد له ترجمة، وهم كل من دون هشام بن سعيد، حاشا شيخ
الدارقطني إبراهيم بن محمد بن يحيى، فإنه ثقة، وهو أبو إسحاق المزكي
النيسابوري، انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " (٦ / ١٦٨ - ١٦٩) . وابن فارس -
وهو الدلال - ترجمته في " الأنساب "، وذكر عن الأخرم أنه قال فيه: " ما
أنكرنا عليه إلا لسانه فإنه كان فاحشا ". وأما الاثنان اللذان فوقه فإني لم
أجد لهما ذكرا في كتب التراجم التي عندي. وللحديث طريق آخر غفل عنه السيوطي،
ومن الغريب أنه في " سنن البيهقي " التي نقل السيوطي نفسه عنها الحديث المشار
إليه آنفا، فسبحان من لا يسهو ولا ينسى. فأخرجه في " سننه " (٥ / ١٨٠) من
طريق قتيبة بن سعيد حدثنا زاجر بن الصلت الطاحي حدثنا زياد ابن سفيان عن أبي
سلمة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجل أوصى بحجة:
" كتبت له أربع حجج: حجة للذي كتبها وحجة للذي أنفذها وحجة للذي