وقد اشتهر اليوم عند متفقهة هذا الزمن ودكاترته، الذين لا يتقون الله في طلابهم، فيلقون عليهم من الأقوال والآراء ما لا حجة عليه ولا برهان، ومن الأحاديث ما لا سنام له ولا خطام، وما لا أصل له من كلامه عليه الصلاة والسلام، كهذا الحديث؛ فإني سئلت عنه مراراً من بعض طلابهم؟ فقد قال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير"(ق ١١٨/ ١) :
"غريب. قال ابن الصلاح: لم أجد له أصلاً".
ولعله غرهم أن ابن الأثير أورده في "النهاية" في مادة (ضوا) ، جاهلين أنه لا يتقيد فيه بما ثبت من الحديث؛ لأن غرضه شرح الغريب منه، ثبت أو لم يثبت، وكم من حديث فيه لا يعرف له أصل في كتب الحديث؛ فضلاً عن الأحاديث الضعيفة! مثله في ذلك مثل الغزالي في "الإحياء"، بل هذا أهل لينتقد أكثر من ذاك؛ لأن كتابه كتاب هداية وتربية وتوجيه، فلا يجوز إيراد الأحاديث الضعيفة فيه والواهية، ولذلك؛ بالغ العلماء في انتقاده والرد عليه، ولعله هو عمدة ابن الأثير في حديث الترجمة؛ فقد أورده الغزالي في "إحيائه"(٢/ ٣٨) في جملة أحاديث صرح بنسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكلها منكرة! بين ذلك العراقي في "تخريجه" إياه، فقال - بعد أن نقل عن ابن الصلاح أنه لا أصل له، وأقره -:
"قلت: إنما يعرف من قول عمر أنه قال لآل السائب: قد أضويتم؛ فانكحوا