وهذا الحديث من الأدلة الكثيرة على أن الدكتور قصير الباع في تخريج الأحاديث ومعرفة مصادرها، وكل - أو على الأقل: جل - اعتماده في ذلك على غيره من المخرجين والمحققين!
٥٦٤٤ - (لا إيمان لمن لا حياء له) .
باطل منكر. أورده الماوردي في الأمثال (ص ٨٧) : روى أبو مالك الأسدي عن الزهري عن مجمع بن حارثة (!) عن عمه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الحياء شعبة من الإيمان، ولا لإيمان. . .) .
عزا الدكتور فؤاد الشطر الأول منه لصحيح الجامع (٣ / ١٠٢) وغيره، وأما الشطر الثاني: فلم يتعرّض له بذكر، كما هي عادته في الأحاديث العزيزة الغريبة!
وهو إسناد مظلم، لم أعرف منه غير الزهري الإمام، واسمه محمد بن مسلم ابن شهاب، ولم يذكر الحافظ المزي - في ترجمته - من شيوخه مجمع بن حارثة، ولا في الرواة عنه أبا مالك الأسدي.
ثم ذكر بالسند نفسه - إلا أنه قال: مجمع بن جارية عن عمه رفعه -:
(إنما يُدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له) .