ولما قال الحاكم: " صحيح الإسناد " تعقبه الذهبي بقوله:
" عبد الله ضعفوه، وعبد الرحمن تكلم فيه، والحديث شبه موضوع ".
وقال ابن الجوزي:
" هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتابع عبد الرحمن
عليه، ولا يعرف إلا به، وأما عبد الله بن داود فقال ابن حبان: منكر الحديث
جدا، يروي المناكير عن المشاهير، لا يجوز الاحتجاج بروايته ".
ثم إن الحديث ظاهر البطلان، لمخالفته لما هو مقطوع به:
أن خير من طلعت عليه الشمس إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الرسل
والأنبياء، ثم أبو بكر، وقد جاء من طرق عن ابن جريج عن عطاء عن أبي الدرداء
مرفوعا بلفظ:
" ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر ".
أخرجه جمع من المحدثين منهم عبد بن حميد والخطيب وغيرهما، وهو أصح من الأول
سندا ومتنا كما ترى، وقد حسنه بعضهم، ولكن الطرق المشار إليها بحاجة إلى
دراسة دقيقة، وهذا مما لم يتيسر لي بعد. والله الموفق.
١٣٥٨ - " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم
يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبو اب السماء، ويقول الرب: وعزتي
لأنصرنك ولوبعد حين ".
ضعيف
أخرجه الترمذي (٢/٢٨٠) وابن ماجه (١٧٥٢) وابن خزيمة (١٩٠١) وابن حبان
(٢٤٠٧ و٢٤٠٨) وأحمد (٢/٣٠٤ - ٣٠٥ و٤٤٥ و٤٧٧) من طريق سعد أبي مجاهد عن
أبي مدلة عن أبي هريرة به. وقال الترمذي:
" حديث حسن، وأبو مدلة هو مولى أم المؤمنين عائشة، وإنما نعرفه بهذا الحديث ".
قلت: إذا كان كذلك فالقواعد تقتضي أنه رجل مجهول، وذلك ما صرح به بعض الأئمة، فقال ابن المديني: