فالعجب من المنذري؛ كيف ذكر في "الترغيب"(٢/ ١٠٦) هذه الزيادة من رواية الأصبهاني ساكتاً عليها؟! فذلك هو الذي حملني على تحقيق القول فيها وإثبات نكارتها وأنا في صدد المرحلة التي قبل الأخيرة من إنجاز مشروعي:"صحيح الترغيب والترهيب"، و "ضعيف الترغيب والترهيب".
٥٠٩١ - (الحاج يشفع في أربع مئة أهل بيت - أو قال: من أهل بيته -، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) .
منكر بهذا التمام
أخرجه البزار في "مسنده"(١١٥٤ - كشف) عن عبد الله بن عيسى - رجل من أهل اليمن - عن سلمة بن وهرام عن رجل عن أبي موسى رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:
الأولى: الرجل الذي لم يسم. وبه أعله المنذري (٢/ ١٠٨) ، والهيثمي (٣/ ٢١١) .
الثانية: سلمة بن وهرام؛ مختلف فيه، فوثقه بعضهم، وضعفه آخرون.
الثالثة: عبد الله بن عيسى - وهو الجندي اليمني -؛ ذكره العقيلي في "الضعفاء"؛ وساق له حديثاً آخر في الحج، مضى برقم (٥٤٣) ، وقال:
"إسناد مجهول، فيه نظر".
وأما الشطر الثاني؛ فقد صح من حديث أبي هريرة بلفظ:
"من حج الله فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه".