قلت: كذا وقع فيه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عمررضي الله عنه! وهذا يخالف كلامه المتقدم؛ فإن ظاهره أن كلا من جرير بن عبد الحميد، وجرير ابن حازم أوقفاه على عمر، وإنما اختلفا في الراوي له عن عمر، فالأول ذكر أنه جابر بن سمرة، والآخر ذكر أنه عبد الله بن مغفل، فلو أن هذا خالف الأول في وقفه وأنه رفعه لبين ذلك؛ فالظاهر أن رفعه وعدم ذكر عمر فيه خطأ والله أعلم.
٥٨٣١ - (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن؛ فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز وجل، [فقال الله تعالى] : (وذلك ظنكم
الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)) .
منكر بهذا السياق. أخرجه أحمد (٣ / ٣٩٠ - ٣٩١) فقال: ثنا النضر ابن إسماعيل القاص - وهو أبو المغيرة -: ثنا ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:
الأولى: عنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس، وقد صرح بالتحديث بدون قوله:
" فإن قوما. . . " إلخ كما يأتي، فهو به منكر.
الثانية: ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -، وهو ضعيف لسوء حفظه؛ مع جلالة قدره في الفقه.
الثالثة: النضر هذا؛ قال الذهبي في " الكاشف "، والحافظ في " التقريب ":