ثقة كسائر من دونه، فالإسناد صحيح أيضا، ولعل هذا وقع من عمر رضي الله عنه بعد قوله المتقدم، وبعد ما تبين له أنه لا شيء في البول قائما.
٩٣٥ - " خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الأربعين مكانه، قالوا: يا رسول الله! دلنا على أعمالهم، قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل ".
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(١ / ٨) من طريق الطبراني، وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات "(٣ / ١٥١) : عن سعيد بن زيدون: حدثنا عبد الله بن هارون الصوري: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.
قلت: وهذا سند مظلم، سعيد بن أبي {زيدون} وعبد الله بن هارون لم أعرفهم، إلا أن الثاني منهما أورده الذهبي في " الميزان " وقال: " عن الأوزاعي لا يعرف، والخبر كذب في أخلاق الأبدال ". قلت: وهو هذا، وأقره الحافظ ابن حجر في " اللسان ". والحديث أورده السيوطي في الجامع الصغير " فأساء، لاسيما وقد وقع في بعض النسخ مرموزا له بالحسن! واغتر بذلك بعض المتأخرين (١) فقال: " حديث حسن "! وأما المناوي فقد تنبه لعلته، فقال بعد نقل كلام الذهبي السابق: " ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه، ووافقه عليها المؤلف في " مختصر
الموضوعات " فأقره ولم يتعقبه ".
واعلم أن أحاديث الأبدال لا يصح منها شيء، وكلها معلولة، وبعضها أشد ضعفا من بعض، وأنا ذاكر لك بعضها، وكاشف عن عللها، إن شاء الله تبارك وتعالى.
(١) هو السيد إسماعيل بن مهدي الغرباني في كتابه " نفس الرحمن فيما لأحباب الله من علو الشان "، ينتصر فيه للمستغيثين فيه بغير الله، ويرد على المنكرين عليهم، وما رأيت أجهل منه فيمن كتب في هذا المواضيع، إلا أن يكون الشامي! فإنه يظن أن " الخلال في كرامات الأولياء " كتاب ألفه الإمام أحمد! أنظر تعليقه على الصفحة (٢٤) من الكتاب المذكور. وإنما هو كتاب للخلال باسم " كرامات الأولياء " كما ستراه في الحديث الآتي.