وقد تعقب الحاكم أيضاً الحافظ في ترجمة مينا من "الإصابة"، وناقشه
مناقشات أربعة، أهمها قوله في الإسناد: "حدثني أبي: حدثنى أبي" فالظاهر:
أن "حدثني أبي" الثانية خطأ، قال الحافظ:
"جد عبد الرزاق مما يستغرب؛ فإنه لا ذكر له ".
والخلاصة: فالحديث موضوع بلا شك، وهو إن سلم من وضع مينا على
عبد الرحمن بن عوف؛ فلن يسلم من وضع أبي عبد الغني كحديثه الآتي:
٦٢٨٧ - (إذا كان يوم عرفة؛ غفر الله للحاج، فإذا كانت ليلة المزدلفة؛
غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للتجار، فإذا كان يوم مِنىً غفر الله للجَمَّالين، فإذا
كان يوم رمي جمرة العقبة؛ غفر الله عَزَّ وَجَلَّ للسُؤَّال، فلا يشهد ذلك
الموضع أحد إلا غَفَر له) .
موضوع.
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (١/ ٢٤٠) ، ومن طريقه ابن الجوزي
في " الموضوعات " (٢/٢١٥) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (١/١٢٧) ، وابن عساكر
(١٣/٥٩٩ - المصورة و ١٧/٢٦٨/١/المخطوطة) من طرق عن أبي عبد الغني الحسن
ابن علي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة مرفوعاً.
أورده ابن حبان في ترجمة أبي عبد الغني وقال:
"يروي عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم؛ لا تحل كتابة حديثه ولا
الرواية عنه بحال، وهذا شيخ لا يكاد يعرفه إلا أصحاب الحديث لخفائه؛ ولكني
ذكرته؛ لئلا يغتر بروايته من لم يسبر أخباره ".