وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال: إنه مات عليه؟!
فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وتاب إلى الله، فإنه كان عالماً بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم.
وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت، وختم لهم بالحسنى.
فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية، وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم، تبين له الحق في خلاف قولهم، وكذلك من أمعن النظر في "فصوص الحكم"، لاح له العجب. فإن الذكي أذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه، فهو يعلم بأنه أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذي يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر. نسأل الله العافية.
قلت: لقد كان الذهبي رحمه الله في زمانه محاطاً بالاتحاديين، فاضطر إلى اتقاء شرهم، وإلا فالحق ما قاله في "السير"(٢٣/٤٨) :
"ومن أراد تواليفه كتاب "الفصوص"، فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر. نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله".
٦٥٦٠ - (اتقوا الله يا عباد الله! فإنكم إن اتقيتم الله أشبعكم من خبز الشام، وزيت الشام) .
منكر.
أخرجه الروياني في "مسنده"(ق ٨٤/١) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(١/٣٨٢ -٣٨٣ - طبع دمشق) عن عبد المهيمن بن عباس ابن سهل بن سعد: سمعت أبي يذكر عن سهل بن سعد مرفوعاً.