الهوى. وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أورده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال ".
قلت: وقد زعمت امرأة من أهل دومة الجندل أنها رأتهما معلقين بأرجلهما ببابل، وأنها تعلمت منهم السحر، وهما في هذه الحالة، في قصة طويلة حكتها لعائشة رضي الله تعالى عنها، رواها ابن جرير في " تفسيره " (٢ /٣٦٦ - ٣٦٧) بإسناد حسن عن عائشة، ولكن المرأة مجهولة فلا يوثق بخبرها، وقد قال ابن كثير (١ / ٢٦٠) : " إنه أثر غريب وسياق عجيب ". وقد اكتفيت بالإشارة إليه، فمن شاء الوقوف على سياقه بتمامه فليرجع إليه. ومما يتصل بما سبق الحديث الآتي:
٩١٣ - " لعن الله الزهرة، فإنها هي التي فتنت الملكين: هاروت وماروت ".
موضوع.
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (٦٤٨) وابن منده في " تفسيره " كما في " تفسير ابن كثير " (١ / ٢٥٦) من طريق جابر عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ ابن كثير: " لا يصح، وهو منكر جدا ".
قلت: وآفته جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو متهم بالكذب، وكان يؤمن برجعة علي ويقول: إنه دابة الأرض
المذكورة في القرآن! والحديث أورده السيوطي في " الدر المنثور " (١ / ٩٧) وكذا في " الجامع الصغير " من رواية ابن راهويه وابن منده، وبيض له المناوي فلم يتعقبه بالشيء، ومن العجيب، أن السيوطي لم يورده في " الجامع الكبير " وهو كان أحق به!