" وقال البخاري: عبد الحميد بن سالم لا يعرف له سماع من أبي هريرة ".
ثم قال العقيلي:" ليس له أصل عن ثقة ". وقال الذهبي:" ما حدث عنه غير الزبير ".
قلت: ومعنى هذا أن عبد الحميد مجهول، وقد صرح بهذا الحافظ في " التقريب "، وقال في " الزبير " هذا: " إنه لين الحديث ". والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي وقال (٣ / ٢١٥) : " لا يصح، قال يحيى: " الزبير ليس بشيء ... " ثم ذكر كلام العقيلي. قلت: ولم يتعقبه السيوطي في " اللآليء " إلا بأن له شاهدا. وسيأتي بيان ما فيه، وأما ابن عراق فقال في " تنزيه الشريعة " (٣٨٤ / ١) : " ورأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش " تلخيص الموضوعات " ما نصه: الزبير بن سعيد لم يتهم بكذب فكيف يحكم على حديثه بالوضع؟! والله أعلم.
والحديث من طريقه أخرجه ابن ماجه في " سننه " والبيهقي، وله طريق آخر عن أبي هريرة. أخرجه أبو الشيخ في الثواب ". قلت: ساقه السيوطي في " اللآليء " (٥٦٢) شاهدا، وذلك تساهل كبير فإن فيه وضاعا. ثم إن لفظه مغاير في بعض أطرافه وهو: " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر، الفالج والجذام والبرص ".
٧٦٣ - " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر، الفالج والجذام والبرص ".
موضوع.
رواه أبو الشيخ في " الثواب " بسنده " عن علي بن عروة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا موضوع، وآفته علي بن عروة قال ابن حبان (٢ / ١٠٥) : " كان يضع الحديث على قلة روايته ".
وكذبه صالح جزرة وغيره. ومن العجائب أن السيوطي ثم ابن عراق أوردا هذا الحديث شاهدا للحديث الذي قبله مع أنه مما لا يخفى عليهما أن الحديث الشديد الضعف لا يصلح في الشواهد! فكأنهما لم يتنبها لحال ابن عروة هذا، وكذلك المناوي، فإنه قال:" إن السيوطي لم يتعقب ابن الجوزي إلا بأن له هذا الشاهد ".
ثم ساقه وسكت عليه. ولذلك رأيت أنه لابد من بيان حاله حتى لا يغتر بهم غافل.